امراة وسيطة بين ”باروني” العصابة وأب يستغل أبناءه وزوجته لنقل 34 كلغ من الكيف شرعت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في الاستماع إلى 19 متهما من مغنية ومختلف أنحاء العاصمة، كانوا قد شكلوا جماعة إجرامية منظمة في الاتجار بالمخدرات·· الشبكة التي انقسمت إلى عصابتين إحداهما تنشط في الغرب الجزائري والثانية بالعاصمة وضواحيها، تضم بارونات مخدرات معروفين وسط مغنية وعين تموشنت والعاصمة، إضافة إلى امرأة تعد الوسيطة بين زعيمي العصابتين في عمليات البيع والشراء بمنزلها الكائن بساحة الشهداء· وقد تمكنت مصالح الأمن الوطني حينما أطاحت بالشبكة من استرجاع أكثر من قنطارين من القنب الهندي· وتبين من الملف أن أفراد الشبكة قامت بترويج 124كلغ من القنب الهندي، يتم شراؤها من المملكة المغربية، وبالضبط من مدينة وجدة ويروج لها في كل من العاصمة، البليدة وبجاية، عن طريق استغلال الأطفال لتمويه مصالح الأمن أثناء عمليات النقل· هذا وقد اعترف أمس المتهم”ب· عبد المالك” وهو الذي وكل بعمليات نقل المخدرات، صراحة أمام قاضي التحقيق بتورطه في القضية، مؤكدا أنه كان يقوم بنقل البضاعة من العصابة المتمركزة في وجدة إلى جماعة العاصمة، حيث قام في المرة الأولى بنقل 230 كلغ من القنب الهندي إلى العاصمة على متن سيارة من نوع ”اكسن” مقابل 4 آلاف دينار جزائري يتقاضاها عن كل كيلوغرام من الكيف المعالج، حيث تحصل على أزيد من ثلاثة ملايين في المهمة الأولى، ليكلف بالعملية الثانية التي تم فيها نقل قرابة 34 كلغ من القنب الهندي وهنا وحسب اعترافات المتهم قام المدعو ”واسيني ” بملأ البضاعة في سيارة من نوع بيجو 206 ، وسلمها له المتهم وخوفا من مصالح الأمن قام بنقل زوجته وأبنائه على متن السيارة، مخبرهم أنهم سيذهبون لقضاء عطلة في حمام معدني بالمنصورة وزيارة أقاربه بالعاصمة، لكن لسوء حظه تم القبض عليه بمحطة الوقود المتواجدة بالطريق السريع ببوفاريك· فيما اعترف المتهم ”د·سفيان” بالجرم المنسوب إليه، لاسيما وأنه الرأس الذي كان يتولى عملية ترويج المخدرات بحسين داي وقد ساعد مصالح الأمن في الإيقاع بأكبر بارونات المخدرات في قضية الحال· هذا وكانت محكمة الجنايات قد وجهت لجميع المتهمين جناية إنشاء جماعة إجرامية منظمة، الغرض منها الحيازة من أجل المتاجرة والترويج والتصدير للمخدرات، وتبين من الملف أن المتهم ”ه· واسيني” المنحدر من مدينة مغنية هو الرأس المدبر لصفقات الاتجار بالمخدرات، وهو الممون الرئيسي لها، بحكم أنه يشتريها من المملكة المغربية حسب ما جاء في ملف القضية بينما يتكفل باقي المتهمين بنقلها على متن سيارات يتم استئجارها من وكالات كراء السيارات بالعاصمة· فيما يتكفل آخرون بتأمين الطريق للسيارات المعبأة بالمخدرات، لاسيما المتهم ”ب· بن سعيد” الذي كان دوره إبلاغ بعض أفراد العصابة عن حواجز مصالح الأمن لتنفيذ عدة عمليات، منها نقل 85 كلغ من المخدرات من مدينة مغنية إلى بريكة مقابل 75 ألف دينار· وتعد نقطة التقائهم لإبرام صفقات المخدرات محطة بنزين بمدينة بوفاريك، حيث تم استلام كميات قادمة من مغنية ووهران على وجه الخصوص وترويجها في أحياء ديار المحصول وحسين داي بالعاصمة وولايات أخرى· وتعد المتهمة ”ب· أمال” وسيطة بين صديقها ”ع· يزيد”، وهو الرأس المدبر للعصابة التي تنشط بحسين داي، والمتهم ”د· سفيان”، الرأس المدبر لعصابة ديار المحصول، حيث تمكنت مصالح الأمن بعد الإيقاع بهذا الأخير وبحوزته 20 غراما من المخدرات بناء على معلومات وردت إلى مصالحها، من الإطاحة بأفراد الشبكة الواحد تلو الآخر بفضل اعترافاته التي جاء فيها أنه يستهلك المخدرات بإفراط منذ حوالي 4 سنوات، ويتم تمويله بمقدار 3 إلى 4 كلغ أسبوعيا لترويجها بين شباب حي حسين داي، حيث كان يقوم بتوزيعها على كل من ”ب· رمضان” و”ب· عبد المالك” مقابل 8 ملايين ونصف للكيلوغرام· أما الكمية المتبقية، فقد كان يتصرف فيها بمعرفته وأنه كان يتزود بها من طرف ”ل· شفيق”، هذا الأخير بعد إلقاء القبض عليه صرح أنه يتحصل عليها من تنظيم إجرامي ينشط بغرب البلاد وبالضبط بمدينة مغنية وأنه كان على اتصال مع كل من ”ه· واسيني” و”ب· عبد المالك” الذي ألقي عليه القبض بعدما نصب له كمين محكم من طرف مصالح الأمن على مستوى محطة البنزين ببوفاريك، والذي كان رفقة زوجته وأبنائه الأربعة على متن سيارة من نوع ”بيجو” وعلى متنها عدة صفائح من المخدرات بوزن إجمالي قدره 33 كلغ· وأكد المتهم أثناء سماعه في التحقيق، أنه يتعمد أن ترافقه زوجته وأبناءه لعدم لفت الانتباه أمام نقاط المراقبة، ويتقاضى مقابل ذلك عمولة نقدية تقدر ب 4 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، وقال إن أفراد أسرته لم يكونوا على علم بما يقوم به، إذ يعدهم في كل مرة بأخذهم لغرض الاستجمام بإحدى الحمامات، وفي نفس الوقت زيارة شقيقه بواد السمار· من جانب آخر، أظهرت التحريات أن بعض المتهمين المسبوقين قضائيا تعارفوا داخل المؤسسات العقابية في قضايا أخرى، وعند خروجهم بقوا على اتصال ونشطوا في مجال المخدرات، حيث كان المتهم ”ب·ع” يقتني المخدرات من شخص تعرف عليه عندما كان محبوسا بسبب قضية سابقة تتعلق بتزوير سيارة، وبعد خروجه عرفه على شريكه وهو المتهم الرئيسي ”ه· واسيني” وعرضا عليه ترويج المخدرات بين شباب حي حسين داي، على أن يتكفلا بنقلها من مدينة مغنية إلى الجزائر· هذا ومن المنتظر أن تستمر محكمة الجنايات في الاستماع إلى المتهمين وتأجيل إصدار الحكم النهائي ضدهم إلى غاية اليوم الثلاثاء·