يعيش سكان الحي القصديري صالح بوالكروة ”الماتش” سابقا بولاية سكيكدة أوضاعا مزرية في غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، رغم وعود المسؤولين المحليين بتسوية الوضعية القانونية والإدارية للحي أوترحيلهم إلى سكنات جديدة· يعد حي الماتش من أقدم الأحياء الشعبية، إذ تعود أغلب مساكنه إلى الحقبة الاستعمارية وأكبرها من حيث المساحة وعدد السكان، إلا أنه لم ينل نصيبه من مشاريع التهيئة التي استفادت منها باقي أحياء المدينة في السنوات الأخيرة، وظل سكانه يعانون الأمرين· يتخبط سكان الحي وسط ظروف معيشية صعبة والتهميش الذي فرض عليهم بسبب سكناتهم وقد كان الحي خلال سنوات الأزمة وجهة للعائلات الفارة من جحيم الإرهاب، التي أنجزت بيوتا قصديرية أصبحت اليوم تشكل عبئا كبيرا على السلطات المحلية، فهذه العائلات من حقها السكن في ظل التوزيع غير العادل لبعض السكنات التي استفاد منها غرباء في إطار دعم البنك العالمي بعدما هدمت منازل البعض منهم وطردوا إلى الشارع رغم أنهم يملكون وصل تسديد مقابل سكناتهم·
في المقابل استفاد البعض الآخر من سكنات باعوها رغم أنهم يملكون سكنات وفيلات· أما العائلات التي مازالت تنتظر قرار ترحيلها والقاطنة بالجهة العلوية للحي فتعاني العديد من المشاكل أهمها هشاشة السكنات المهددة بالسقوط في أية لحظة، والتي لم تعد تحميهم من الحر والبرد والمتكونة أغلبها من غرفتين تضم على الأقل سبعة أفراد، في ظل ضيق المساحة التي تفصل بين السكنات حيت تكاد تنعدم ممرات للراجلين· تصول الفئران والجرذان وتجول بأزقة الحي بل وحتى داخل المنازل عبر المجاري المائية التي أصبحت جزءا من حياتهم اليومية نتيجة انتشار الأوساخ وتشابك قنوات صرف المياه بطريقة معقدة، إضافة إلى هاجس الرطوبة العالية بالسكنات، مما يؤثر سلبا على صحتهم خاصة الأطفال وكبار السن الذين أصيب أغلبهم بالحساسية والربو· وفي غياب الإنارة العمومية تحول الحي إلى نقطة سوداء جراء تنامي ظاهرة السرقة والاعتداءات وتعاطي المخدرات· هذا وقد ناشد سكان الحي السلطات المحلية ببلدية سكيكدة التدخل للحد من معاناتهم·