يكشف اللاعب السابق للمنتخب الوطني والزمالك والمدرب السابق للمنتخب العسكري، كمال قاسي السعيد، في هذا الحوار المطول الذي خصنا به، أنه يسعى في الوقت الحالي لتكوين نفسه والخضوع لتربص ميداني تحت إشراف المدرب الحالي لنادي أرسنال الإنجليزي أرسين فينينغر لكي يكتسب الخبرة اللازمة· ودافع قاسي السعيد بقوة عن المدرب المحلي، واصفا ماحدث لآيت جودي وبن شيخة وسعدان بالأمر الغير معقول· وأكد قاسي سعيد أن الحل بالنسبة لكرة القدم الجزائرية يكمن في التكوين، لأن الاتحادية لن يكون بوسعها استقدام 23 لاعبا من مزدوجي الجنسية مستقبلا، وقبل أن يختم الحوار بدا كمال متأثرا بما حدث في البطولة المصرية والمجزرة التي حدثت في ملعب بورسعيد· وتمنى قاسي السعيد الإشراف على العارضة الفنية لاتحاد البليدة يوما ما من أجل رد الاعتبار لهذا الفريق· كيف هي أحوالك وماهو سر الغياب الطويل لكمال قاسي السعيد عن الساحة الرياضية الجزائرية؟ أنا بخير والحمد لله· أما عن غيابي عن الساحة الرياضية الجزائرية وكرة القدم على وجه الخصوص، فأظن أن مدته لم تتجاوز سنة واحدة، حيث أنا حاليا بصدد تكوين نفسي لأكون مدربا مثاليا وبكل المقاييس، وذلك من خلال الخضوع لتربص ميداني تحت إشراف المدرب الحالي لنادي أرسنال الإنجليزي أرسين فينغر، هذا الأخير الذي لاحظ مدى حبي لمهنتي أو بالأحرى حرصي على التعلم والتكوين أكثر في ميدان التدريب، واقترح علي في المقابل المجيء إلى لندن من أجل الخضوع لتربص تحضيري· هل من توضيح بشأن الأسباب التي جعلت فينغر يقترح عليك فكرة الخضوع لتربص تحضيري؟ خلال مونديال جنوب إفريقيا 2010 وكما تعلمون شاركت في تحليل المباريات عبر قناة الجزيرة الرياضية، وكانت هذه الفرصة بوابة بالنسبة لي لاكتشاف مدرب قدير ومن بين الأحسن في العالم ويتعلق الأمر بأرسين فينغر، الذي اكتشفني طيلة مدة التحليل التي قضيناها سويا، وهو الأمر الذي جعله يقترح علي فكرة الخضوع لتربص في معسكر أرسنال بلندن، وكم أسعدني ذلك كثيرا، لاسيما أن اكتشاف طريقة عمل فينغر في الميدان، ستجعلني أستقي الكثير من الخبرات والتي ستعينني حتما مستقبلا على التألق· كيف وجدت شخصية المدرب فينغر؟ بصراحة، فينغر مدرب متواضع جدا، وهو الأمر الذي أعجبني كثيرا فيه، خاصة أن هذه الخصلة لا نجدها عند كل المدربين في العالم، والدليل القاطع على ذلك، هي طريقة تعامله مع الناس، فضلا عن استعداده لمساعدة الغير، وهو الأمر الذي أعجبني فيه كثيرا وجعلني أتحفز أكثر للخضوع لتربص تحضيري تحت وصاية فينغر· متى ستحل بلندن للخضوع لهذا التربص التحضيري؟ كان من المقرر أن أطير إلى لندن خلال الأيام الماضية، لكن الوضعية العسيرة التي يتواجد فيها النادي اللندني، جعلت الأمور تتأجل لوقت لاحق، حيث سألتقي فينغر بالعاصمة الفرنسية بحر الأسبوع المقبل من أجل تحديد موعد التربص· من كان أيضا وراء مساعدتك للحصول على هذا الامتياز؟ صديقي وزميلي لخضر بريش، نجم الجزيرة الرياضية، هو من ساعدني على بلوغ هذا الهدف، وأشكره بالمناسبة جزيل الشكر على هذا، وأتمنى له المزيد من النجاحات في مشواره، لأنه وبصراحة يستهل كل الخير· يبدو أن هذه المبادرة ستفتح لك آفاق جديدة، أليس كذلك؟ لكي أكون أكثر وضوحا بشأن هذا التربص، فإن الأمر لا يتعلق بالجانب النظري للتدريب أو حتى الاستفادة من بعض الأقراص الضاغطة التي ستعينني في مهنتي والمتمثلة في التدريب، وإنما بالدرجة الأولى من أجل معاينة كل صغيرة وكبيرة تخص المدرب فينغر وطريقة عمله في الميدان وتقنياته أيضا، حتى أكتسب هذه الخبرة وأبلغ المستوى المطلوب، وأضع كامل خبراتي تحت تصرف الكرة الجزائرية، وبودي إضافة شيء مهم جدا· ماهو تفضل؟ تقنيات التدريب في تطور مستمر، وهو الأمر الذي يجبرني كمدرب للخضوع لدورات تكوينية ميدانية بالدرجة الأولى، لكي أكون دائما في الصورة ولا يفوتني شيئا وسأظل أساير عصري· هل مثل هذه الدورات التكوينية ستزيد طموحك أكثر وتجعلك لا تقبل أي عرض؟ أنا لا أفكر في العروض حاليا، لأن كل ما يهمني هو تطوير إمكانياتي والارتقاء بمستواي في مجال التدريب، وأستقي الخبرة اللازمة من احتكاكي بأحسن المدربين في العالم· هل تملك عروضا هنا في الجزائر أو في الخليج؟ تفكيري غير منصب على تدريب أي ناد في الوقت الحالي، بل على تطوير قدراتي وبلوغ القمة لكي يكون بوسعي توظيف كل هذه الخبرة عندما أدرب أي نادي من الأندية مستقبلا· هل المدرب المحلي بحاجة ماسة لمثل هذه التربصات مستقبلا؟ تقنيات التدريب في تطور متواصل ومستمر من مدرسة لأخرى، بداية من المدارس الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية والإسبانية، لذا يجب على أي مدرب من المدربين الحاليين أن يساير عصره وأن يخضع لدورات تكوينية، يكون التركيز فيها بالدرجة الأولى على الجانب الميداني والسعي وراء الاحتكاك والاستفادة من خبرات المدربين المحنكين في العالم· مارأيك في موجة الإقالات المتعددة للمدربين في بطولتي الرابطة الأولى والثانية المحترفة على حد سواء؟ المعضلة في كرة القدم الجزائرية تكمن بالدرجة الأولى في السياسة المنتهجة من طرف الأندية ورؤساء الأندية أيضا، والمتمثلة في العمل على المدى القصير وعدم الصبر على المدرب، حيث في حال تراجع نتائج الفريق أو مروره بفترة فراغ، يسعى رئيس الفريق إلى التضحية بالمدرب وإقالته من منصبه وتعويضه بمدرب آخر، وهكذا داوليك· هل من توضيح أكثر؟ الاستقرار في العارضة الفنية لأي ناد من النوادي هو سر نجاح المدرب ومفتاح النتائج الإيجابية، وهو الأمر الذي عايشته لدى إشرافي على تدريب المنتخب الوطني العسكري، حيث وضعت كامل الإمكانيات تحت تصرفي أنا وطاقمي، وقد منحنا الجنرال مقداد متسع من الوقت والذي تعدى ثلاث سنوات، ناهيك عن الإمكانيات التي وضعت تحت تصرفي والبطاقة البيضاء التي منحت لي، وهو الأمر الذي جعلنا نتأهل لكأس العالم العسكرية بالبرازيل وننهي بطولة أمم إفريقيا العسكرية في مركز الوصيف، كل هذا بفضل السياسية المتبعة، لذا فالمدرب المحلي هو ضحية السياسات المنتهجة من طرف الأندية· لكن هناك مدربين يحبون الترحال والتنقل من ناد إلى آخر، ما رأيك؟ المدرب المحنك والمحب لعمله، يريد دائما التوجه لنادي مستقر حتى يبلغ الأهداف المرجوة· أما المدربين الآخرين الذين يحبون دائما التنقل من نادي إلى آخر، فهؤلاء في اعتقادي مرتزقة· هل السياسة المنتهجة مؤخرا من طرف الاتحادية الجزائرية والتي لجأت إلى المدرب الأجنبي بدلا عن المحلي، من شأنها أن تنهض بالكرة الجزائرية؟ نجاح أي مدرب من المدربين مرتبط بالسياسة المنتهجة من طرف الاتحادية بالدرجة الأولى وبشخصيته من جهة أخرى، والشيء الذي أعجبني بالدرجة الأولى لدى حاليلوزيتش هي شخصية الأخير، حيث قام الأخير باختيار الأفضل والأحسن جاهزية وفي سابقة من نوعها تمكن أيضا من إجلاس ركائز الفريق على دكة البدلاء، وأعتقد أنه حقق لحد الساعة نتائج حسنة بعدما تعادل خارج الديار أمام تنزانيا، ثم حقق فوزا صريحا في المواجهة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم إفريقيا 2012 أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى بملعب 5 جويلية· هل بإمكان المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش تأهيلنا إلى أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا ومونديال 2014 بالبرزايل؟ بصراحة، كل شيء مرتبط بالعمل الذي سيقوم به هذا المدرب، وأيضا بالأهداف التي سطّرتها له الاتحادية، فضلا عن جاهزية اللاعبين من الناحية البدنية والفنية، ففي حال توفيقه في مهمته سيتمكن من مواصلة المشوار مع الخضر· أما في حال فشله فالقرار الأول والأخير يعود للاتحادية لأنها المسؤول الأول والأخير عن تعيينه· هل قدوم المدرب الأجنبي هو بداية لنهاية عهدة المدرب المحلي؟ قلت لك من قبل، أن المدرب المحلي لديه كامل الإمكانيات إلا أنه كان ولا يزال ضحية الوقت، حيث إن غياب سياسة العمل على المدى الطويل ومنح الوقت الكافي لكفاءاتنا جعلت المدرب المحلي ضحية· مارأيك في إخفاق عز الدين آيت جودي في مهامه والمتمثلة في تأهيل المنتخب الأولمبي إلى أولمبياد لندن 2012؟ آيت جودي مدرب لديه إمكانيات وقام بواجبه كما ينبغي، إلا أن نقص الخبرة في بعض الأحيان في مثل هذه المناسبات وعدم جاهزية بعض اللاعبين جعله لا يبلغ المراد ويؤهل المنتخب الأولمبي لأولمبياد لندن· كما أن إقصاء المنتخب الأولمبي لا يقلل شيئا من قيمة هذا المدرب الذي لديه الإمكانيات· لكن حاليلوزيتش حمّله مسؤولية الإخفاق وأكد أن غياب الانضباط في المجموعة كان سببا في إقصاء أولمبيي الخضر؟ أظن أن أمور مماثلة لا يجب أن تناقش على الملأ، وكان يجدر بحاليلوزيتش الاجتماع بآيت جودي، ويقدم له النصائح اللازمة دون التدخل في صلاحياته، لأن التدخل في الصلاحيات أمر لا يقبله أي مدرب، حتى ولو كنت أنا لأن ذلك بطريقة أو بأخرى يقلل من قيمة المدرب المحلي· وماذا عن عبد الحق بن شيخة الذي خرج هو الآخر من الباب الضيق بعدما تكبّد هزيمة ثقيلة بمراكش أمام المنتخب المغربي؟ بن شيخة مدرب كفء ويتمتع بكامل الإمكانيات والمؤهلات، والدليل القاطع على ذلك هي الألقاب التي حصدها مع النادي الإفريقي من قبل على غرار تتويجه بلقب البطولة مع هذا النادي العريق، لكن بن شيخة أخطأ حين وافق على تدريب المنتخب الأول، وكان يجدر به البقاء على رأس العارضة الفنية للمنتخب المحلي والعمل على المدى البعيد معه، بعدما كان قد تمكن من بلوغ عتبة نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين بالسودان، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن· هل من توضيح أكثر؟ بن شيخة أخذ زمام الأمور في وقت غير موات للغاية، حيث كان المنتخب الجزائري يمر بأسوأ أحواله، وهو الأمر الذي جعله لا يبلغ المراد ولا يحقق الأهداف المرجوة ويخرج من الباب الضيق، ودفع ثمن حرقه للمراحل· وماذا عن المدرب الوطني رابح سعدان الذي كان قد أهدى المنتخب الوطني التأهل للمونديال 3 مرات؟ سعدان شيخ المدربين وكان يحق أن نقلده وسام الاستحقاق، وذلك بمنحه منصب خاص وهو تأطير المنتخبات ومنح المدربين النصائح اللازمة، لأنه بلغ درجة من النضج والخبرة من شأنها أن تخدم المنتخب الوطني، وأعتقد أن إقالته ليست مستحقة· هل المنتخب الجزائري قادر على مجاراة المنتخب الغامبي خلال المواجهة المقبلة وقطع شوط كبير نحو التأهل؟ كل شيء مرتبط بقدرة المدرب الوطني على التعامل مع مثل هذه الظروف، فضلا عن جاهزية اللاعبين لهذا الموعد، وسيكون هذا اللقاء منعرجا حاسما بالنسبة للخضر· هل هزيمة المنتخب لقدر الله أمام المنتخب الغامبي ستعجل بإقالة المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش؟ كل شيء مرتبط بالعقد وبنود هذا العقد التي وضعتها الاتحادية الجزائرية مع هذا المدرب الوطني· هل عناصر الخضر جاهزون حاليا لمواجهة بانجول؟ المشكل لا يكمن في الجيل الحالي أو في اللاعبين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية، بل في من يخلف هذا الجيل، حيث لن يكون بوسع الاتحادية انتداب 23 لاعبا آخرا من أوروبا وهو أمر صعب للغاية، والحل في هذا الظرف الصعب يكمن في التكوين والاعتماد على اللاعب المحلي· ماذا تقصد بالضبط، هل من توضيح أكثر؟ لا يعقل أن لا نجد مواهب ولاعبين في الجزائر، هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون· لذا على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التفكير مليا في تكوين اللاعبين المحليين والتفكير في الجيل الذي سيخلف جيل زياني وعنتر يحيى وآخرون· لو قارنا الجيل الحالي للاعبين بجيلكم السابق، أين تكمن المفارقة؟ جيلنا هو ضحية العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر ولا يمكن مقارنته بالجيل الحالي، خاصة أن جيل زياني وآخرون وضعت كل الإمكانيات تحت تصرفاتهم، بدءا من الجانب المادي، في ظل سلم المنح الذي وفرته الاتحادية، ولو قارنا هذا الأمر بالمنح التي كنا نحصل عليها فلا مجال للمقارنة، حيث أتذكر جيدا أن أول منحة حصلنا عليها لم تتجاوز 18 مليون سنتيم، وبعد تأهلنا لنهائيات أمم إفريقيا ,1998 قامت الاتحادية برفع هذه المنحة إلى 24 مليون سنتيم وهو أمر يصعب مقارنته بالمنح الخيالية التي يستلمها لاعبو المنتخب الوطني حاليا، إذا جيل زياني وعنتر يحيى وبوفرة، لا يمكن مقارنته بجيلي أنا وجيل لونيسي ودزيري بلال وغيرهم من اللاعبين· بذكرك لزياني وعنتر يحيى، مارأيك في اختيار زياني لنادي الجيش القطري وأيضا للصفقة الفاشلة لعنتر يحيى الذي لعب للنصر السعودي قبل أن يعود ويوقع لنادي كايزر سلاوتن الألماني؟ زياني كان مسيرا وليس مخيرا، وذلك بسبب راتبه الشهري العالي والذي لم تتمكن الأندية الأوروبية من ضمانه، بالرغم من العروض الذي وصلته من عدة أندية سواء في البطولة الألمانية أو الأسكتلندية وحتى الإنجلييزية، إلا أنه لم يجد في نهاية المطاف سوى نادي الجيش القطري الذي كان مستعدا لضمان هذا الراتب· أما بشأن عنتر يحيى فأظن أنه أخطأ التقدير لما اختار البطولة السعودية، لكن توقيعه في نادي كايزر سلاوتن الألماني سيعيده لمستواه المعهود· وماذا عن توقيع مصباح في نادي ميلان؟ أعتقد أن توقيع مصباح في نادي عريق بحجم ميلان الإيطالي هي سابقة من نوعها بالنسبة للاعبين الجزائريين، وسيكون ذلك جيدا بالنسبة للاعب من أجل اكتساب الخبرة اللازمة، وأيضا بالنسبة لبقية اللاعبين لكي يحذو حذوه· مارأيك في موجة الشغب التي طالت حاليا الملاعب المصرية والكارثة التي حدثت في مباراة المصري البورسعيدي والأهلي المصري والتي ذهب ضحيتها 71 شخصا؟ ماحدث في مواجهة المصري البورسعيدي أمام الأهلي المصري أمر مؤسف للغاية ولا يعقل، بل هي كارثة حقيقية، خاصة أن الأمر يتعلق بضحايا بلغ عددهم ,71 ومن الأحسن أن يتم توقيف الدوري المصري حتى تخمد الأمور وحتى يتفادى الأشقاء مجازر أخرى· هل حاولت الاتصال بأصدقاء لك بعد هذه الحادثة الأليمة؟ بالتأكيد، والكل على مايرام لكن الأدهى والأمر من ذلك هو ماحدث لأقارب اللاعبين وأتمنى أن يتجاوزوا هذه المحنة سريعا وأن يمدهم الله بصبره ويتغمد الضحايا برحمته· مارأيك في الوضع الحالي الذي يمر به ناديك المفضل اتحاد البليدة الذي سقط إلى الرابطة الثانية المحترفة ويصارع حاليا من أجل البقاء؟ اتحاد البليدة هذا النادي العريق والكبير لا يستحق المرتبة التي يتواجد فيها، خاصة أنه وبفضل هذا النادي تمكنت من صقل مواهبي وافتكاك عقد احترافي مع نادي الزمالك المصري ثم بعدها نادي كان الفرنسي، وأتمنى أن يجد هذا الفريق الرجال اللازمين الذين سيعيدون له هيبته وبريقه· ماذا تقصد بغياب رجال بالتحديد؟ أتكلم أساسا على عهدة الرئيس الراحل زوبير بن دالي الذي كان الرئيس المثالي، وماقدمه لهذا النادي العريق سيظل شاهدا له وليس عليه، وأتمنى أن يتغمده المولى برحمته· ماهي أجمل ذكري لا تزال عالقة في ذهنك مع هذا الرئيس الراحل؟ هناك عدة ذكريات جميلة مع هذا الرئيس الراحل، وأجملها كانت خلال مواجهة اتحاد البليدة أمام اتحاد الشاوية، حيث كنت يومها مصابا بنزلة برد حادة، وكنت على وشك الغياب عن المباراة، لكن إصرار بن دالي جعلني أشارك، لكن لم أكن موفقا خلال المرحلة الأولى، بدليل أنني لم ألمس الكرة طيلة شوط المباراة الأول، وهو الأمر الذي جعل الجمهور يثور ضدي، ولم أتحمل ذلك وغادرت أرضية الميدان قبل نهاية الشوط الأول، وقررت عدم العودة في المرحلة الثانية، لكن الرئيس الراحل بن دالي دخل غرفة حفظ الملابس وتناول دواء القلب وقال لي بالحرف الواحد، أتريد أن تقتلني وقلب الجماهير ضدي، وهو الأمر الذي جعلني أشارك من جديد وأسجل الهدف الأول لفريقي بمقصية رائعة، وأتذكر جيدا يومها أكملنا المواجهة بفوز صريح وخلال الوقت بدل الضائع، نسي حكم المواجهة كوراجي إطلاق صافرة النهاية بسبب اللعب الجميل الذي كنا نقدمه، واحتسب سبع دقائق إضافية· ألا تنوي العودة إلى البليدة كمدرب من أجل منح الفريق هيبته؟ بالتأكيد، أنوي خدمة هذا الفريق وتدريبه وكما نجحت في مهمتي كلاعب وتمكنت من الانضمام للمنتخب الوطني سأفعلها كمدرب لكي ألتحق بالعارضة الفنية للخضر· حاوره: وليد حمدادو / تصوير: فيصل· ن ”البلاد”