لاتزال ظاهرة انتداب الطاقم الطبي للعمل في الدوائر الكبرى تثير استياء سكان دائرة الشهبونية وتقحمهم في معاناة اسمها نقص التأطير الطبي، مما يضطرهم للتنقل إلى البلديات المجاورة على غرار قصر البخاري طلبا للاستشفاء·· يحدث هذا في الوقت الذي انتشرت في الأشهر الأخيرة ظاهرة انتداب الأطباء والعاملين في السلك الطبي بينما تبقى مناصبهم مفتوحة بالشهبونية، حيث يتقاضون رواتبهم· ويعاني سكان الشهبونية الواقعة جنوبي المدية من مشاكل جمة تتعلق في مجملها بالتغطية الصحية· وبالرغم من أن التقارير الادارية ترجع السبب إلى عزوف الطاقم الطبي عن العمل بها لبعدها عن عاصمة الولاية وافتقارها للمرافق الضرورية، إلا أن الواقع يكشف أن السبب يكمن في قلة السكنات الوظيفية التي من شأنها ضمان استقرار الهيئة الطبية، إلى جانب شيوع ظاهرة الانتداب من المنصب الأصلي، حيث تم إحصاء في هذا الصدد 11 منصبا خاصا بالتقنيين الصحيين مفتوحة بالمؤسسات العمومية للصحة الجوارية في الشهبونية ويتقاضى أصحابها رواتبهم منها في حين يعملون بالانتداب في مؤسسات استشفائية أخرى على غرار قصر البخاري وباقي الدوائر الكبرى، مما يجعل سكان الشهبونية محرومون من خدماتهم· ويبلغ عدد العيادات بالمنطقة 3 عيادات في حين تصل قاعات العلاج إلى 13 قاعة· ليبقى مشكل التأطير ونقصه إن لم نقل غيابه سببا في نفور السكان من الاستقرار بالشهبونية رغم اللجوء كحل بديل للاستعانة بالفرق الطبية المتنقلة التي تبقى مساعيها متواضعة بالنظر إلى الخدمات المقدمة· وعن مشكل نقص السكنات الوظيفية للاطباء فيعد سببا آخر يؤزم الوضع الصحي بالمنطقة، رغم استفادة الولاية من حصة 87 سكنا وظيفيا عام 2009 خصصت للأطباء الأخصائيين لضمان استقرارهم، إلا أنها غير كافية· وبين سياسة الحلول الترقيعية وظاهرة الانتدابات، يبقى سكان المناطق الجنوبية رهينة بيروقراطية إدارية حرمتهم من حقهم في التداوي والاستشفاء·