قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن على المجتمع الدولي توحيد صفوفه في الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد ليقبل بالتنحي، معربا عن استعداده لاستخدام ”كل الأدوات المتوفرة لمنع المجازر” في سوريا· وأوضح أوباما للصحفيين بعد اجتماع مع رئيسة وزراء الدانمارك هيل ثورنينج شميت ”جميعنا عندما نرى الصور المروعة التي تأتي من سوريا ومن حمص في الآونة الأخيرة ندرك أنه من الضروري تماما أن يوحد المجتمع الدولي صفوفه في توجيه رسالة واضحة للرئيس الأسد بأنه حان الوقت لانتقال السلطة”، مضيفا ”حان الوقت لوقف قتل المواطنين السوريين على يد حكومتهم”· وأعرب الرئيس الأمريكي عن استعداده لاستخدام ”كل الأدوات المتوفرة لمنع المجازر” في سوريا، معتبرا أن الوحدة الدولية التي تجلت في مؤتمر تونس حول سوريا ”تشجعه”· وكان مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في العاصمة التونسية قبل يومين أكد ضرورة وقف كل أشكال العنف في سوريا فورا والسماح بفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية لإغاثة السوريين، واعترف ب”المجلس الوطني السوري” ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب· كما شدد البيان الختامي للمؤتمر الذي قرأه وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام على ضرورة تشديد العقوبات على النظام السوري· في السياق ذاته، قالت صحيفة ”تايمز” البريطانية المحافظة في عددها الصادر أمس، إنه إذا جاز أن نطلق على بلد ما بأنه ”دولة عميلة لروسيا” فإن هذا البلد سيكون سوريا· ورأت الصحيفة أن مشاعر المساندة والولاء التي يكنها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لنظام الرئيس بشار الأسد ستكلفه ثمنا غاليا· وتحدثت الصحيفة عن مشاعر الغضب التي سادت العالم العربي جراء الفيتو الروسي الذي حال دون صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ضد نظام الأسد مشيرة إلى إحراق العلم الروسي في الشوارع، موضحة أنه على الروس أن يتحركوا الآن إذا كانوا يريدون تجنب تعرض نفوذهم للتقلص بعد الإطاحة بنظام الأسد·
من ناحية أخرى، تفتح مراكز الاستفتاء في سوريا أبوابها اليوم وسط أجواء مشحونة على المستويين الداخلي والخارجي· ولن يتمكن المغتربون السوريون من المشاركة في التصويت· واستبعدت مشاركة المغتربين بعد أن كانت مطروحة في بداية الإعداد للتصويت، وذلك بسبب مخاوف وزارة الخارجية السورية، خصوصا بعد الهجمات التي تعرّضت لها سفارات في الخارج، وتحديدا في أوروبا ومصر· ويقول محللون إن تقديرات مستوى الإقبال على التصويت، كما نتيجته تبقى معلقة، أمام حيرة المواطنين الذين يعتقد الكثير منهم أن الدستور كمشروع، فيه الكثير من النقاط المثيرة للجدل· وفي تطورات الوضع ميدانيا، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 43 شخصا، وفق تقديرات أولية، لقوا أمس مصرعهم في سوريا معظمهم في حماة وحمص وحلب، فيما أكد سكان بلدة كفر تخاريم الواقعة بمحافظة إدلب على الحدود مع تركيا سيطرة الجيش السوري الحر على البلدة، بينما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها استأنفت اليوم مفاوضاتها مع الحكومة السورية وأعضاء من المعارضة من أجل مواصلة عملية إجلاء الجرحى والمرضى من حيّ بابا عمرو بحمص·