أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة أمس، عقوبة السجن المؤبد في حق شاب في الثلاثينات من العمر، أقدم على قتل صديقته، كما سلطت ذات الهيئة حكما بالسجن النافذ لمدة 15 سنة في حق شريكه، الذي كان قد ساعده على الفرار من مكان الجريمة على متن سيارته، مقابل استفادة شابين آخرين من البراءة، وكذلك الشأن بالنسبة لوالدة الجاني التي توبعت بتهمة التحريض على القتل· وقائع القضية تعود إلى تاريخ 25 ماي ,2011 وكان حي 5 جويلية بمدينة عنابة مسرحا لها، بعدما ضرب المتهم (ب·م) موعدا مع صديقته (ز·ش) بمحاذاة الإقامة الجامعية، في حدود الساعة السابعة صباحا، على اعتبار أن الضحية كانت متوجهة إلى جامعة باجي مختار لمزاولة دراستها، لكن هذا اللقاء كانت نهايته مأساوية، على اعتبار أن الشاب أشهر سكينا ووجه سبع طعنات قاتلة أصابت الضحية في مختلف أنحاء الجسم، خاصة البطن، الصدر والقلب، ليلوذ بالفرار على متن سيارة من نوع فطويوطا ياريسف كان قد استأجرها من إحدى الوكالات المعتمدة بعنابة· خلال جلسة المحاكمة إعترف (ب·م) بالأفعال المنسوبة إليه، وأكد أنه كان على علاقة غرامية مع الضحية لمدة ثلاث سنوات، وأن اللقاء الذي كان بينهما يوم الحادثة لم يكن بنية التصفية الجسدية، لكن الأمور أخذت مجرى مغايرا بعدما طلبت منه الإنفصال عنها ووضع نقطة النهاية للعلاقة التي تربطهما، متحججة في ذلك بالنزاعات العائلية التي طفت على السطح، سيما أن عائلة الفتاة أعربت عن رفضها القاطع لمشروع الزواج، وهو القرار الذي جعله بحسب ما صرح يفقد السيطرة على أعصابه، فأخرج سكينا كان متعودا على حمله، ووجه به طعنات للضحية، فأرداها قتيلة، تاركا إياها جثة هامدة تسبح في بركة من الدماء، مفندا أن يكون قد خطط لهذه الجريمة بالتنسيق مع بعض أصدقائه، كونه منخرطا في صفوف الجيش الوطني الشعبي، وكان قد قدم إلى حي 5 جويلية لملاقاة صديقته على متن سيارة استأجرها برفقة بعض زملائه في الثكنة· أما والدة المتهم أنكرت ضلوعها في القضية، وفندت تهمة قيامها بتحريض ابنها على قتل الفتاة، حيث صرحت خلال جلسة المحاكمة أنه لا يعقل أن تقوم امرأة بتحريض فلذة كبدها على التورط في جريمة قتل تكلفه قضاء سنين العمر خلف القضبان في السجون، رغم أنها أشارت إلى أن ابنها كان يعتزم الزواج من الفتاة التي كانت تربطها به علاقة غرامية، لكن رفض أهلها كان السبب حسبها في ارتكاب الجريمة· إلى ذلك، فقد تنصل ثلاثة شبان ممن تمت متابعتهم في القضية من الأفعال التي نسبت إلى كل واحد منهم طيلة مراحل التحقيق، حيث صرح (س·ح) أنه كان متواجدا بمدينة قسنطينة يوم الحادثة، على اعتبار أنه كان قد خضع للمراقبة الطبية على مستوى المستشفى العسكري، قبل الجريمة بيوم واحد، في حين أشار آخر إلى أنه لا تربطه أية علاقة بالمتهم، وأنه متعود على رؤيته في الثكنة التي يعملان بها· بالموازاة مع ذلك، أصر شقيق الضحية على فكرة أن المتهم استعمل شتى الأساليب والطرق للارتباط بشقيقته، قصد الاستيلاء على ثروتها، مشيرا إلى أن الضحية سبق لها أن أبلغته بتعرضها للتهديد بالتصفية الجسدية من طرف الجاني، في حال استجابتها لطلب أفراد العائلة القاضي بالانفصال الفوري عنه· هذا وقد التمست النيابة العامة عقوبة السجن المؤبد في حق المدعو القاتل، و5 سنوات نافذة في حق والدته، مع التماس 20 سنة سجنا نافذا للشاب (س·ح) عن تهمة المشاركة في الجريمة، لكن وبعد المداولات القانونية قضت هيئة المحكمة بتسليط عقوبة السجن المؤبد للمتهم بقتل صديقته عن فعل القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، و15 سنة سجنا نافذا لصديقه الذي كان قد رافقه على متن السيارة يوم الحادثة، والذي تمت إدانته بتهمة عدم الإبلاغ عن الجريمة ومساعدة الجاني على الفرار، بينما استفادت البقية من البراءة·