أكد المتعاملون الاقتصاديون في مراسلة تم توجيهها الى السلطات المحلية بالطارف على ضرورة إعادة النظر في تسيير المناطق الصناعية ومناطق النشاطات الصناعية وإشراك المتعاملين في مسألة التسيير وكذا إيجاد نظرة جديدة لتسيير هذه المناطق· ويرى بعض المتعاملين الاقتصاديين الذين ينشطون في مختلف مجالات الإنتاج بالطارف، أن المناطق الصناعية لا سيما منطقتي ”سيدي بلقاسم” و”زريزر” في وضعية فكارثيةف و”شبه مهملة” مما يتطلب إعادة النظر في تسييرها بطريقة تواكب التطورات الحاصلة في مجال تسيير المناطق وفي مستوى المعايير المعمول بها عالميا· وسلط أصحاب المؤسسات في الوثيقة التي اطلعت ”البلاد” على نسخة منها الضوء على مسألة تسيير هذه المناطق الصناعية حيث انتقدوا الوضعية التى آلت إليها بعدما أضحت تعاني من مشاكل جمة أبرزها فتدهور بعض المسالك داخل المناطق الصناعية وانعدام الإنارة ونقص المياه الصالحة للشرب وانعدام بعض المرافق الضرورية وكذا الهاتف بفعل سرقة بعض الكوابل الهاتفية وكذا عدم توفر الوسيلة التكنولجية المتمثلة في الإنترنت التي تعتبر ضرورية في مثل هذه المجالات لكل متعامل اقتصادي إلى جانب انتشار بعض البنايات الفوضوية”· كما كشفت مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن تخصيص الوصاية 19مليار سنتيم من أجل إعادة الاعتبار وتطوير منطقتي النشاطات التجارية بسيدي بلقاسم بمدينة الطارف وزريزر· وهذا بغرض استقطاب المستثمرين وأصحاب رؤوس المال الوطنيين والأجانب بتوفير كل التحفيزات لهم لتشجيعهم على الاستثمار في إنشاء مشاريع صناعية وخدماتية في مختلف النشاطات من شأنها أن تعود بالفائدة على التنمية المحلية والاقتصادية للولاية· وأوضحت المصالح ذاتها أن إعادة الاعتبار وتهيئة منطقتي النشاطات التجارية للمطروحة وزريزر يمس تزويدهما بكل الشبكات والمرافق المطلوبة كالمياه، الطرقات، الإنارة، الهاتف·· وغيرها خاصة أن انعدام التهيئة بمناطق النشاطات كان وراء تردد المستثمرين خوص غمار الاستثمار بسبب افتقارها للتهيئة وعدم توفرها على مختلف الشبكات والخدمات الضرورية بالرغم من مواقعها الإستراتيجية·
وحسب مصدر مسؤول فإن الدراسات التقنية أوكلت إلى الوكالة الوطنية للضبط العقاري والصناعي لولاية عنابة على أن تنطلق أشغال تهيئة منطقتي النشاطات بالمطروحة وزريزر خلال أيام القلية القادمة بعد إتمام الإجراءات المعمول بها واختيار مؤسسة الإنجاز المؤهلة في هذا الميدان· من جهة أخرى أعلنت المصالح عن استفادة عاصمة الولاية من مشروع إنجاز منطقة صناعية بمنطقة المطروحة، 5 كلم جنوب مقر الولاية، تتربع على مساحة 70 هكتارا والتي رصد لها غلاف مالي يفوق 30 مليار سنتيم من خلال تهيئتها وتزويدها بمختلف الشبكات والمرافق اللازمة والتي ستحتضن كبرى المشاريع الاستثمارية الصناعية والخدماتية التي من شأنها أن تعود بالفائدة الاقتصادية والاجتماعية على المنطقة، وهذا في سياق مسعى السلطات المحلية استحداث أقطاب استثمارية صناعية بالولاية متخصصة في مختلف النشاطات الاستثمارية وهو ما سيعطي دون شك دفعا لوتيرة الاستثمار بالولاية واستقطاب المستثمرين بعد حالة من الركود دامت طويلا· وحسب مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فإن مصالحه رفعت إلى الوصاية برنامجا يشمل تأهيل وإعادة الاعتبار ل13منطقة نشاطات عبر مختلف البلديات والتي جلها مهملة وعزوف المستثمرين عليها لافتقارها للتهيئة حيث حولت بعض المناطق النشاطات عن وجهتها وأخرى باتت مرتعا ترعى فيها المواشي· بالإضافة إلى ذلك اقتراح تهيئة وإنجاز مناطق صناعية جديدة بكل من القالة، عين العسل، الذرعان، ابن مهيدي والطارف· والتي ستساهم في تطوير قطاع الاستثمار وتدعيم البنية الاقتصادية للولاية تزامنا والبرنامج المسطر من أجل إعادة تأهيل كل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتنسيق مع الوصاية·