التزمت السلطات التونسية الصمت إزاء معلومات فرنسية حول عقد اجتماع استخباراتي غربي عربي في تونس خُصص لبحث السبل الكفيلة بالإطاحة بالنظام السوري· وقالت وكالة ”يونايتد برس إنترناشونال” إن مراسلها اتصل أول أمس بوزارة الداخلية التونسية وطلب منها التعقيب على المعلومات التي نشرتها صحيفة ”لو كنار أونشينيه” حول اجتماع أمني عُقد يوم الجمعة الماضي في تونس على هامش مؤتمر ‘أصدقاء سورية'، خصص للتخطيط لانقلاب على نظام الرئيس السوري، ولكنها رفضت التعليق· وطلبت وزارة الداخلية التونسية الاتصال بوزارة الخارجية للاستفسار حول الموضوع، باعتبار أنها هي التي رعت مؤتمر ”أصدقاء سوريا” ولكنها امتنعت أيضا عن التعليق على هذا الموضوع· وبدا واضحا، وفق تعبير الوكالة الأمريكية، أن السلطات التونسية تتهرب من التعليق على هذا الموضوع، ما يوحي بأن الأمر قد يكون صحيحا، لاسيما وأن صحيفة ”الصباح” التونسية تطرقت إليه في عددها الصادر أول أمس، حيث نشرت المعلومات التي ذكرتها الصحيفة الفرنسية· وكانت ”لو كنار أونشينيه” قد كشفت أن اجتماعا عُقد يوم الجمعة الماضي في تونس على هامش مؤتمر ”أصدقاء سوريا” ضم ممثلين عن الاستخبارات العسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والتركية والسعودية والقطرية، تم خلاله بحث موضوع ”تنظيم انقلاب عسكري في سوريا”· وأوضحت الصحيفة نقلا عن ضابط في هيئة الأركان الفرنسية لم تذكره بالاسم، قوله إن ”الانقلاب الحل الأمثل لأنه من غير الممكن أن نكرر السابقة الليبية، وأن نقصف جيشا سوريا أصلب وأقوى من جيش العقيد معمر القذافي”· وفي الأثناء، دعا الصحافي والفيلسوف الفرنسي برنار ليفي، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة إلى ضرورة العمل العسكري الفوري ضد الأسد وتكرا السيناريو الليبي الذي أطاح بالقذافي في ليبيا، ووضع العديد من الأطروحات التي تبرر القيام بتلك العملية، معتمدا على اقتراحات لوزير الخارجية القطري ونظيره التركي· ونشرت صحيفة ”هآرتس” العبرية مقالا للفيلسوف والسياسي الفرنسي اليهودي برنار ليفي، رأى فيه أن الوقت الراهن بات أفضل من أي وقت مضى للتعامل عسكريا مع نظام بشار الأسد، وان تفويت الفرصة السانحة حالياً سيُفرغ أهداف العملية العسكرية في ليبيا من مضمونها الهادف إلى التحرر من الأنظمة الديكتاتورية في منطقة الشرق الأوسط· ووصف مقال الصحيفة الإسرائيلية مدينة حمص بأنها عاصمة المعاناة والألم السورية، إذ روت أرضها دماء الصحافيين والمدنيين بلا تمييز بأوامر مباشرة من بشار الأسد، والحقيقة بحسب الكاتب الفرنسي هو أن ما فعلته دول التحالف في ليبيا تتخاذل عن القيام به في سوريا، فنفس طراز الطائرات الحربية الفرنسية التي حلقت في سماء ليبيا لانتزاع السلطة من القذافي، هي عينها التي تحلق في سماء سوريا بحرية كاملة، ولكن بأوامر من الأسد وضد المدنيين من بني شعبه، متمتعة بحصانة مطلقة ضد أي عقاب أو رادع· من ناحية أخرى، أعلنت روسيا أنها لن تدعم سوريا عسكريا بمقتضى معاهدة الصداقة بين البلدين إذا تعرضت الأخيرة لتدخل عسكري خارجي محتمل، وأدانت من جهة أخرى دعوات صدرت عن بعض الدول لتسليح المعارضة السورية· وقال المتحدث باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش في بيان إن معاهدة الصداقة والتعاون التي أبرمها الاتحاد السوفياتي ”السابق” مع سوريا في 1980 والتي لا تزال سارية، لا تلزم روسيا بتقديم مساعدة عسكرية لسوريا إذا تعرضت لتدخل خارجي، مضيفا أن المادة السادسة من المعاهدة تنص حرفيا على أنه ”إذا برزت أوضاع تهدد سلام أو أمن أحد الطرفين أو تشكل خطرا على السلام أو تخرق السلام والأمن في العالم أجمع، فإن الطرفين المتعاقدين سيباشران فورا بإجراء اتصال بهدف تنسيق مواقفهما والتعاون من أجل إزالة الخطر القائم وإعادة السلام”·