أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن تخصيص الحكومة لغلاف مالي قدره 60 مليار دينار جزائري لحماية جزء من البنايات التاريخية والأثرية لحي ”القصبة” بالجزائر العاصمة، وذلك في إطار المرسوم التنفيذي حول المخطط الدائم لحماية ”قصبة الجزائر”· وقالت تومي على هامش ندوة نظمتها ”مؤسسة القصبة” مساء أول أمس في مقرها بالعاصمة ”لقد طلبنا من الحكومة مبلغا أوليا بقيمة 60 مليار دينار لحماية جزء من البنايات التاريخية للقصبة وقد وافقت على ذلك”، مضيفة أن هذا المبلغ لن يمس إلا ”قلب القصبة” وهو موجه أساسا لمعالجة الأضرار التي خلفتها العوامل الطبيعية من بينها تسرب المياه الذي وصفته الوزيرة بالمأساوي· واعتبرت خليدة تومي أن تنفيذ هذا المخطط ونجاحه سيفتح الباب لحماية 19 ”قصبة” أخرى موجودة على مستوى التراب الوطني من بينها قصبات قسنطينة و”دلس” و”شرشال” وبجاية وقصور الجنوب الجزائري، موضحة خلال تقديمها لفقرات المخطط، أنه نتاج 40 شهرا من الدراسة المعمقة ل35 خبيرا جزائريا· وأكدت أن مهمة تنفيذه ستوكل أساسا إلى الخبراء الجزائريين في مختلف التخصصات· وكانت الحكومة قد صادقت في فيفري الماضي على المرسوم التنفيذي حول المخطط الدائم لحماية ”قصبة الجزائر العاصمة” التي تم تصنيفها عام 1992 ضمن التراث العالمي من طرف منظمة ”اليونسكو”· وكانت الوزيرة تومي أعلنت في وقت سابق أن ”قصبة الجزائر” اختيرت لتكون أول قطاع محفوظ بالجزائر، مضيفة أن المخطط الدائم لحمايتها الذي وضعه الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بالجزائر؛ لقي استحسانا من قبل لجنة التراث العالمي التي نوهت بجدية الدراسة والأشغال الاستعجالية المتخذة ميدانيا· وأشارت مسؤولة القطاع إلى أنه تم تدعيم 390 منزلا ب”القصبة” بالأعمدة الخشبية لحمايته من الانهيار، كما رصد قانون المالية التكميلي لسنة 2010 غلافا ماليا للقيام بالأشغال الاستعجالية ل 350 منزلا آخر، حيث تم تخصيص 908 ملايين دينار للأشغال الاستعجالية كمرحلة أولى· من ناحية أخرى، قالت تومي إن الترميمات الأولية خلال الخمس سنوات المقبلة ستشمل 776 بناية يتم المباشرة في أشغال ترميمها حسب درجة الانهيار الذي تعرضت له، بالإضافة إلى تعويض ملاك الأراضي الواقعة بقطاع القصبة· وأعلنت الوزيرة في الإطار ذاته عن إنشاء الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة التي ستدخل حيز العمل مستقبلا، مع الإبقاء على عمل الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية المكلف بمهمة تطبيق أشغال الترميم والأشغال الاستعجالية·