كشفت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أن الوزارة الأولى تعكف على برمجة ملف حماية قصبة الجزائر خلال اجتماعات الحكومة المقبلة، مؤكدة خلال ردها على سؤال شفهي بمجلس الأمة، أول أمس الخميس، حول حماية قصبة الجزائر، أن المخطط الخاص بحماية هذا المعلم التاريخي الثري سيدخل حيز التنفيذ فور المصادقة عليه من طرف الحكومة، علما أنه صودق عليه شهر جويلية الماضي على مستوى المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر. كما أوضحت المتحدثة أن الدولة خصصت غلافا ماليا يقدر ب52 مليار دينار لتعويض أصحاب الأملاك من أراضي وبنايات في القصبة. وأشارت وزيرة الثقافة إلى أنه تم إلى حد الآن تدعيم 390 منزلا -دويرات - بالقصبة بالأعمدة الخشبية لحمايته من الانهيار، كما رصد قانون المالية التكميلي ل2010 غلافا ماليا للقيام بالأشغال الاستعجالية ل350 منزلا آخر، حيث تم تخصيص 908 ملايين دينار للأشغال الاستعجالية كمرحلة أولى. كما أفادت ذات المتحدثة أن الترميمات الأولية خلال الخمس سنوات المقبلة 2010-2014 ستمس ''776 بناية تتم مباشرة أشغال ترميمها حسب درجة الانهيار الذي تعرضت له بالإضافة إلى تعويض ملاك الأراضي الواقعة بقطاع القصبة''. وأفادت السيدة تومي أن قصبة الجزائر التي صنفت منذ بداية التسعينيات ضمن قائمة التراث العالمي اختيرت لتكون أول قطاع محفوظ بالجزائر، مضيفة أن المخطط الدائم لحماية القصبة الذي وضعه الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بالجزائر لقي استحسانا من قبل لجنة التراث العالمي التي نوهت بجدية الدراسة والأشغال الاستعجالية المتخذة ميدانيا. وفي ذات السياق، أعلنت الوزيرة عن إنشاء ''الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة'' التي ستصبح عملية لاحقا، مع الإبقاء على عمل الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية المخولة له مهمة تطبيق أشغال الترميم والأشغال الاستعجالية. وقد خصصت الحكومة مبلغا هاما يقدر ب52 مليار دينار لتعويض ملاك 105 هكتار من الأراضي بالقصبة، حسب الوزيرة التي تطرقت، على صعيد آخر، إلى معلم آخر يتمثل في سويقة مدينة قسنطينة العتيقة التي أكدت أنها تدخل أيضا ضمن القطاعات المحمية في الجزائر شأنها شأن قصبة الجزائر، مشيرة إلى أن ''دراسة توجد قيد الإنجاز حاليا لترميمها'' وأن الغلاف المالي الخاص بترميمها قد تم رصده في انتظار استكمال الدراسة الخاصة بذلك وكذا مخطط الماستر الذي يضم كل القطاعات الأثرية والمحمية بقسنطينة. وأثنت وزير ة الثقافة، من جهة أخرى، على النتائج الكبيرة التي أثمرتها تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية من خلال المكتسبات المحققة من هياكل ومناطق ثقافية وأثرية التي أعيد إليها الاعتبار بعد ترميمها وإنقاذها من الضياع.