كشفت جهات لبنانية مطلعة أن الأوساط الحكومية اللبنانية تلقت منذ مدة معلومات دقيقة ومفصلة من الدوائر الليبية الرسمية الجديدة، عن مصير الإمام موسى الصدر، تؤكد أن الليبيين كانوا قد انكبوا منذ سقوط طرابلس في شهر أوت الماضي على مراجعة عدد من الملفات المتعلقة بانتهاكات نظام القذافي لحقوق الإنسان، وخصوصاً القضايا الكبرى منها، التي مست عدداً من الشخصيات البارزة. ووفق صحيفة «الأخبار» اللبنانية، فقد تسلمت الجهات اللبنانية من الليبيين معلومات مؤكدة تكشف أن الإمام الصدر لم يغادر ليبيا منذ اختفائه على أراضيها عام 78، بل نُقل مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، بعد اعتقالهم في طرابلس الغرب، إلى معتقل سري في جنوب البلاد، في المناطق الموالية مباشرة للقذافي ثم الى سجن أبو سليم حيث كان يعاني عوارض سريرية من مرض السكري. وتحت وطأة الهجوم الكبير الذي شنته قوى التحالف الغربي والعربي على نظام القذافي، تعرض سجن أبو سليم لقصف شديد فدمر بالكامل. وتفيد المعلومات المنقولة عن الجهات الليبية، بأن جثمان الإمام الصدر بات خارج مكان حفظه. وفي الوقت نفسه، ذكرت الجهات أن الليبيين توصلوا مثلاً إلى إجلاء حقيقة المعارض الليبي السابق منصور الكيخيا، إذ تأكدت السلطات الليبية التي تسلمت زمام الحكم في طرابلس بعد سقوط القذافي، أن الكيخيا، وزير الخارجية الليبية السابق، الذي كان قد اختفى في القاهرة في كانون الأول 1993، نقله إلى ليبيا عملاء استخبارات القذافي، على عكس المعلومات السابقة التي تفيد باختفائه في الأراضي المصرية.