اختارت حركة الإصلاح الوطني بقيادتها الجديدة ممثلة في الأمين العام جمال بن عبد السلام، بحث المفاهيم والتحديات والبدائل في العمل السياسي الإسلامي خلال جامعتها الصيفية مالك بن نبي المرتقب انطلاقها يوم الأحد بولاية مستغانم على مدار ثلاثة أيام كاملة. وقد حددت قيادة الإصلاح في موضوع المفاهيم بحث ثلاثة محاور تدور حول جدلية السياسي والدعوي مرورا بإشكالية المبادئ والمنطلقات والثوابت والمتغيرات وانتهاء بموقع العمل الجماعي بين تدافع سلطة الزعيم وقوة المؤسسات. بينما ارتأت قيادة الإصلاح خلال الجامعة الصيفية لهذه السنة تسليط الضوء على التحديات عند خمسة مستويات، بداية من الفرد إلى التنظيم ثم المجتمع مرورا بعلاقة السياسي بالأنظمة العربية وانتهاء بالعولمة قبل أن يعرج الذين أعدوا برنامج الجماعة الصيفية على البدائل. وفي هذا الشأن جاء الإصلاح السياسي على رأس كل البدائل الأخرى التي قدموها على غرار المشروع التنموي الشامل في كل أبعاده ومناحيه، إضافة إلى إستراتيجية تكوينية في العمق. كما ستشهد أيام الجامعة الصيفية التي سيحضرها أساتذة ومختصون في الشأن السياسي والإسلامي، تخصيص ندوات أخرى حول فكر مالك بن نبي الذي سميت باسمه الجامعة الصيفية لهذه السنة، إضافة إلى ورشات ذات صلة بالشأن التنظيمي لحركة الإصلاح الوطني التي ستتخذ من لقاء مناضليها وقياداتها في الجامعة الصيفية موعدا لتحضير الدخول الاجتماعي المقبل، حسبما أكده بن عبد السلام. وبتوجيه حركة الإصلاح الوطني لأشرعتها نحو ''المفاهيم والتحديات والبدائل في العمل السياسي الإسلامي'' لتكون موضوع بحث جامعتها الصيفية. فإنها بهذا الاختيار الصعب تكون قد خطت خطوة جريئة للنبش في ملفات لم يعد للإسلاميين من الجيل الثاني لما بعد الانفتاح السياسي ''الشجاعة الأدبية الكافية'' لمواجهتها أو النظر في مرآتها وذلك رغم مرور ما يربو عن عشرين سنة من الممارسة السياسية الإسلامية في الجزائر، إضافة إلى ما اعترى المفاهيم والتحديات والبدائل من تغيرات وتغييرات على مستويات عدة أضحى في ظلها مطلب ''التحيين'' من الفروض الغائبة ''الواجبة وجوبا عينيا'' على كل عمل في هذا المضمار. ومهما يكن من أمر، فإن قرار فتح حركة الإصلاح الوطني لكل هذه الملفات المؤرقة للكتلة التاريخية السياسية الإسلامية في الجزائر دفعة واحدة وإن كان لا يخلو من مخاطر الإخلال إذا كان في مقدور الإصلاح الاكتفاء ببحث مفهوم واحد ووحيد بدل عموم المفاهيم المطروحة للنقاش وذلك ابتداء من منطلق حاجة معشر الإسلاميين من ''أهل الفقه'' في الجزائر إلى الفهم قبل النقد الذاتي، وتباعا من منطلق حاجة الإسلاميين في الجزائر إلى الانسجام مع المعين الذي يغترفون منه مبررات وجودهم ككتلة تاريخية سياسية، إلا أن التيارات الإسلامية في الجزائر في حاجة هي الأخرى إلى خطوة شبيهة بخطوة حركة الإصلاح الوطني في انتظار قرار شجاع يقدم للجزائريين كشف حساب عقدين من الأداء.