الغاضبون يطالبون بمؤتمر استثنائي وحل مكتب جاب الله تعقّدت أوضاع جبهة العدالة والتنمية قبيل موعد التشريعيات بأسابيع قليلة، حيث توسعت دائرة الرفض والاعتراض على وضع الحزب والانتقادات اللاذعة الموجهة لزعيمه عبد الله جاب الله، المتهم بتكريس رابطة الدم والقرابة في هياكل الحزب واعتماد معيار العصبة العائلية في تزكية المرشحين لتصدر القوائم الانتخابية. فبعد إعلان مجموعة مناضلين من أعضاء مجلس الشورى الوطني، عن الدخول في حركة تصحيحة قريبة لمواجهة سياسة جاب الله التي حرفت مسار الحزب حسب تصريحات متزعمي المبادرة المرتقبة جاء دور أعضاء اللجنة الولائية لهياكل العاصمة للخروج عن صمتهم، ليعلنوا التحضير لعقد مؤتمر استثنائي من أجل حل المكتب الوطني وإعادة الأمور إلى نصابها، كما يقول هؤلاء. وقال متحدث باسم أعضاء الحزب بولاية الجزائر، إنهم قرروا تعليق كل النشاطات الحزبية والسياسية إلى ما بعد محطة 10 ماي، وأضاف قائلا «سنترك إدارة الحملة الانتخابية إلى أصحاب القائمة التي قدمتها زمرة جاب الله وجلبتها من خارج العاصمة». وكشف المتحدث أن ترشيح زوجة الشيخ ضمن المراتب الأولى بالعاصمة كان مجرد القطرة التي أفاضت الكأس، لكن المشكل في الحزب أكثر تعقيدا، حسب رأيه، ليعود إلى ظروف انعقاد المؤتمر التأسيسي التي وصفها بالفوضوية، وقد مكنت جاب الله من احتكار كامل الصلاحيات والسلطات في يديه بعدما جلب مندوبين لا علاقة لكثير منهم بفكر الجبهة وخطها السياسي. وذكر المتحدث في تصريح ل«البلاد»، أن جاب الله ومكتبه الوطني أغلق كل قنوات الحوار والتواصل لمعالجة الوضع الراهن، حيث رفض طلبا تقدموا به من أجل عقد دورة طارئة لمجلس الشورى، لكن هذا الأخير رفض المقترح يضيف المتحدث وعليه فقد قررنا يقول المتكلم التحضير لمؤتمر استثنائي حتى نقلص صلاحيات جاب الله، لأن القانون الأساسي الحالي يكرس الانسداد ولا يصلح لتسيير حزب كبير على حد تعبيره. ونفى مسؤول العاصمة علمه بالمبادرة التصحيحية التي أطلقها زملاء آخرون في الحزب، لكنه برر ذلك بالممارسات غير الديمقراطية التي تسود داخل الحزب، محملا جاب الله وحاشيته مسؤولية ما آلت إليه حالة جبهة العدالة والتنمية، بعدما أقصى من عملوا لنجاح المؤتمر من المناضلين الحقيقيين، وفرض في المقابل الغرباء والأقرباء. وشدد عضو في مجلس الشورى الوطني، على أنه لا يخشى أحدا بتحفظه على ذكر اسمه، لكنه يفضل عدم استباق الأحداث حتى تتم بلورة مبادرة جماعية في القريب العاجل، تشمل كل الولايات المعنية بمستقبل الحزب، مؤكدا دعمه لكل تحرك من شأنه أن يصحح المسار، ويضع حدا لما وصفه ب «غطرسة» جاب الله ودائرته المستفيدة من «سوق الترشيحات»، حسب وصفه. وتأتي هذه الموجة العارمة من الغضب المتصاعد داخل الحزب، على خلفية الاهتزازات التي خلّفها المؤتمر، ثم تعمّقت تصدعات الجبهة الفتية بإعلان قوائم الترشيحات، لتؤكد حقيقة مفادها أن جاب الله هو أكثر شخصية سياسية في الجزائر عاشت صراعات حزبية وانقلابات متلاحقة.