ونحن عشية موعد انتخابي قيل رسميا ورئاسيا إن في «صندوقه» الفصل بين الجد واللعب، طفت إلى ساح الوغى و«العواء» السياسي، كائنات كما اختلفت مشاربها اختلفت ملابسها، لكن «قاطعها» و«قاطع» طريقها المشترك أنهم ولا نستثني منها «نفرا» ملامح متعددة لوجه و«وجد» واحد مسماه أنهم من السلطة وإلى السلطة ساعون وراغبون ومقتتلون لآخر رمق وغدق ريعي، تمت ترجمته على مقاسات عدة، حيث لكل فئة «جُرابها» الذي تتسوق منه ما تشتهي من «أرانب» انتخابية لسحر أعين «ملك يمين» هو مواطن وضعته ظروفه في الرف السياسي ليكون جزءا من مواعيد لم يتلق منها غير إشعارات رسمية بأنه «عظيم» حينما يتدافعون ل«التماكر» به وعليه، فالإسلاميون ممثلون في حامل لواء المشيخة، عبد الله جاب الله، فتح الطريق والباب واسعا أمام توريث عرش لم يصله بعد، والوطنيون ممثلون فيمن تحامل على «الوطنية» فاحتكرها والتاريخ على مقاس أقدامه وأزلامه أعادوا الكرّة في «قبض» ثمن سمك لايزال في البحر يلاعب شباك صيد قد تقنصه وفي أكثر من احتمال ومن صيد ستخطئه أما جماعة ديمقراطية «ما نربح ما أنخلي الناس تربح»، فإنهم كما عهدناهم مرابطون يترقبون يوم زحف أو يوم «ناتو»، يرفع شأنهم وشؤونهم دون سجال أو قتال، فرغم أنهم الفاشلون، إلا أنهم في نفس ومن نفس عادتهم يجعجعون لطحين لم نر له من قمح إلا جفاف معاركهم وإفلاسها على مختلف فصول حصادهم لغبار من مزروع ريح بلا رائحة ولا طعم.. هكذا هي ساحتهم جميعهم ضد جمعهم والراية والسلاح والمزايد به وباسمه مواطن، كل من يعتلي له منبرا يقول ويدعى ويروج أنه «ملك يمينه» فجاب الله يخطب من الخارج ومن الداخل بأن الشعب، الذي هو شعبه، لن يقف مكتوف ولا «ملفوف» الأيدي، إذا ما زورت السلطة نتائج انتخابات، لم يتردد شيخنا الفاضل (؟؟) في التأكيد أن «خراجها» سيعود لزوجته وصهره وأخيه في كافة الأهوال والأحوال، وذلك بالطبع باسم شعار»الشعب يريد «فاميلة» جاب الله». أما أفلان بلخادم الذي يعاني ارتجاجا تاريخيا من كثرة ما ركبوه وما «رضعوه»، فإنه في عُرف «فرسانه» و«قراصنته» الجدد، يكفيه التاريخ لكي يظل «ماركة مسجلة» مرتبطة بفوز لا يهم مرشحه بقدر ما «يغم» متوشحه الذي تمكن من لجامه، فكان فوزه قدرا مأزوما، لترسو المزايدة الانتخابية باسم «شعيب الخديم» على أرندي يعلم أو يحياه بأنه بلا موضوع، ورغم ذلك فإنه في عرف زعيمه حزب واقف على طريقة رجال واقفين، فجعتهم خيارات «القعود» التي اختار من خلالها أويحيى مرشحي حزبه، ليحدث الارتجاج وتتجرأ حتى المواطنة «نورية حفصي» على الالتحاق بصف «الثوار» للإطاحة بالديكتاتور، كما وصفت وصنفت من كان «ربّ» نعمتها وولي أمرها و«مرها» السياسي، قبل أن تكتشف فيه بعد سنوات من التعبد ومن التأليه والتسبيح باسمه، أنه «ديكتاتور» ثارت عليه «امرأة» أو»إمرعى»، نسبة للرعي ول«رعاع» الأمر والنهي.. ما بني على «باطن» فهو باطل، والساحة السياسية بحالتها و«حانتها» الحالية، لم تترك من شيخ ولا زعيم ولا «جزائر خضراء» إلا عرتهم وفضحت ما فيهم من مكامن و«مراغب» سلطوية ساوت بين حظوظ المتنافسين للوصول إلى بر الأمان، فكلهم عملة لشخص ولتشخيص واحد، ووحده المواطن، من حولته مطامع و«مطاعم» الآكلين والناهمين إلى مشروع وجبة المطلوب قضمها، سواء كان ذلك باستعمال «الدين» لإيصال «الحرم المصون» إلى المائدة البرلمانية، أو عن طريق تأميم التاريخ لإيصال الخلان والأصحاب، أو عن طريق دعوة الخارج لمشاركتنا ديمقراطيا من خلال سعدي أو عمارة بن يونس، وليمة «عرس» و«عرش الشيطان» هذه.. السلطة، ولا نقصد بها حكومة دعوها فإنها «مأمورة»، نجحت في امتحان «الربيع ربيعي»، وأكبر و«أفخم» انتصار أحرزته في غزوة فتح الأبواب أمام «رغبة» الجميع في التسلط والركوب، أنها فضحت جمعهم الفاضل و«المفضل»، فما جرى في الساحة من «مناحة» سياسية، أثبت للمواطن أنه «خُضرة» فوق طعام مأكول، وإن غيره من مراودين لصوته ومتاجرين بيومياته مجرد وهج لوجه تسلطي واحد، فمنطق الشكارة والبقارة عند الأحزاب الوطنية، ومنطق الأقربين أولى بالمعروف و«الملفوف» عند مشائخ «خياركم خياركم لأهله» ومنطق الديقراطيين «يعوون» هذا الأسبوع، أخل، ونقصد المنطق، بكل ما يمكن أن يرتجى من طبقة سياسية، رمى لها الحاكم الفعلي بعظمة البرلمان فكانت النتيجة أن «ركب الداب مولاه» كما يقولون بالعامية ليقول لنا ذلك القابع وراء ستار ودون الحاجة إلى تصريح رسمي منه، هؤلاء هم من يريدون حكمكم، فأيهم أصلح؟.. نهاية الأمر و«الخمر» السياسي، أن المطالبين بالانفتاح والديمقراطية وغيرها من مسميات «الحرية» خدموا السلطة بعظمة لا نظير لها بعدما أعطوها مبررا شعبيا لأن «تخلد» فوق نعوشنا ورؤوسنا إلى يوم «يبعثون»، فإذا كان كل هذا الابتذال حدث مع انتخابات برلمانية فماذا سيكون الحال مع البقية من مؤسسات لو قدر لها أن تطرح في المزاد على طريقة تشريعيات.. قلبي على أهلي وعلى حرمي وعلى صهري العزيز.. أيها السادة لقد صنعتم من على ظهرانينا «ربيع» السلطة العربي، فهنيئا لكم «خريفكم» وهنيئا لنا ما انفضح من باطل بني عن «باطن» هو بالطبع «باطنكم»؟