ذكرت صحيفة “صنداي تايمز” في عددها الصادر أمس، أن إسرائيل تعيد بناء فيالقها الجنوبية ضمن تغيير إستراتيجي كبير ل”الدفاع عن الحدود مع مصر”، في ظل تنامي المخاوف من إنهاء من وصفتهم ب”المتشددين في الحركة الإسلامية” بمصر لاتفاق سلام بين البلدين دام أكثر من ثلاثين عاما. ونسبت إلى مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن الفيالق الجنوبية التي تمّ تفكيكها بعد معاهدة كامب ديفد عام 1979 مع مصر، سيعاد تشكيلها بثلاث فرق قوامها ثلاثين ألف جندي، ومئات العربات العسكرية. وتشير “صنداي تايمز” إلى أن مصر ردت الأسبوع الماضي على تلك الخطط الإسرائيلية بإجراء أكبر تدريبات، صنفت فيها إسرائيل لأول مرة بأنها “العدو”. وقد حذر المشير محمد حسين طنطاوي -الذي يدير البلاد حاليا- إسرائيل الأسبوع الماضي قائلا “سنكسر أرجل كل من يحاول الهجوم علينا أو يقترب من حدودنا”. وكانت الولاياتالمتحدة قد توسطت عام 1979 للتوصل إلى إبرام معاهدة كامب ديفد، التي انسحبت إسرائيل بموجبها من سيناء، وأصبح هناك “سلام بارد” بين البلدين. ولكن منذ الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي، تعرضت السفارة الإسرائيلية في القاهرة لهجوم المحتجين، وتدهورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وألغيت اتفاقية الغاز الأسبوع الماضي على إثر خلاف يتعلق بدفعات مالية. وتقول “صنداي تايمز” إن إسرائيل تخشى من أن الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية “المتشددة” التي تحظى الآن بأغلبية في البرلمان المصري، يشكلون تهديدا للتحالف بين البلدين. ونسبت إلى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي إن “الحالة المصرية باتت أكثر إثارة للقلق من الملف الإيراني”، داعيا إلى تعزيز الدفاعات الإسرائيلية. من ناحية أخرى، أعلن مجلس الشعب المصري أمس، تعليق جلساته احتجاجاً على تمسّك المجلس العسكري بالحكومة. وكان البرلمان المصري قد رفض في وقت سابق بيان حكومة الدكتور كمال الجنزوري، وهدد باتخاذ إجراءات لسحب الثقة من الحكومة. لكن هذه الإجراءات لم تؤثر على استمرار الحكومة في أداء مهامها. وفي الأثناء، يتمسك المجلس العسكري باستمرار الحكومة الحالية لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية، ويرفض تشكيل حكومة جديدة تقودها الأغلبية البرلمانية، التي جاءت من التيار الإسلامي بقيادة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية ل”جماعة الإخوان المسلمين”، و”حزب النور” الذي يمثل ما يعرف ب”التيار السلفي”.