وعد بإشراك أصحاب المهنة في صياغته أكد تكتل الجزائر الخضراء في بيان له أمس، عزمه على طي ما سماه بالصفحة السوداء لواقع قطاع الإعلام في الجزائر، من خلال البرلمان القادم، مشيرا إلى ضرورة مراجعة كل قوانين الإعلام الحالية وتكريس الرسالة النبيلة لمهنة الصحفي وتحرير القطاع من قبضة الإدارة والوصاية لصالح الأسرة الإعلامية، بإشراك أصحاب المهنة في إعداد المشاريع وصياغتها في إطار احترام القيم الوطنية وحرية الرأي والرأي الآخر وتكريس حق المواطنة في الإعلام، واعتبر التكتل في بيانه الذي جاء بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف ليوم 3 ماي من كل سنة، أن السلطة في الجزائر مازالت لم تقتنع بعد بدور الإعلام في التنمية الوطنية الشاملة، مشيرا إلى أن حرية الإعلام والتعبير ما زالت بعيدة جدا عما جاءت به الدساتير الجزائرية وأن واقع مهنة الإعلام يتناقض مع قانونها الذي صودق عليه من قبل ما سماها بأحزاب السلطة مؤخرا. وأضاف التكتل أن السلطة مازالت تستعمل العراقيل والبيروقراطية لتوجيه القطاع إلى خدمة السلطة وليس خدمة الرسالة السامية للأمة، وجاء في البيان أن واقع القطاع في الجزائر ظل موسوما بالغلق الإعلامي الذي لا يزال يكرس الأحادية في مجال السمعي البصري، حيث لم تصدر لحد الساعة المراسيم التنفيذية لتنظيم القطاع. كما أكد التكتل أن الظروف المهنية والاجتماعية للصحفيين لا تزال تشكل واقعا مزريا لم يجد من يلتفت إليه بالرغم من صرخات أصحاب المهنة الذين يتقاضون أجورا لا تضمن كرامتهم ومن دون حماية قانونية من الاعتداءات وغياب تكفل حقيقي بمشاكلهم الاجتماعية وعلى رأسها مشكل السكن. وأدان التكتل ما سماه بتملص الحكومة وبالخصوص وزارة الاتصال من مسؤولياتها التي أصبحت تشرف على 20 بالمئة من القطاع ضاربة عرض الحائط أغلبية الأسرة الصحفية المشكلة من القطاع الخاص وهو ما يعد، حسبه، فشلا في تسيير القطاع والتكفل به وتطويره. كما عبر عن تنديده بالاعتداءات والمضايقات التي عرفتها الأسرة الإعلامية أثناء أداء مهامها، مستنكرا عدم وجود حماية وتدخل من الجهات الوصية لرد الاعتبار لرسالتهم النبيلة. وقال التكتل إن قناعته تنطلق من أنه لا تنمية ولا تطور ولا استقرار بدون حرية الإعلام وتكريسه واقعا معيشا، مبديا أسفه على الواقع الذي تتخبط فيه المهنة في الجزائر في وقت يتجه فيه العالم حسب البيان نحو تكريس حرية الإعلام ونشر ثقافة الحوار وتبادل الآراء ومعرفة الحقيقة. بينما يقابل ذلك واقعا لا يزال بعيدا عن الشعارات التي قال إن السلطة تتغنى بها سواء من حيث التأطير والتنظيم وتكريس حرية الإعلام في إطار القيم الإنسانية والموروث الحضاري للأمة معتبرا أن قانون الإعلام المصادق عليه مؤخرا يعد تراجعا عن المكتسبات التي حققتها الأسرة الإعلامية من خلال التضحيات التي قدمتها طوال عشرات السنين.