- ترحم رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الثلاثاء بسطيف على روح الشهيد سعال بوزيد أول شهداء مجازر 8 ماي 1945 الأليمة. ووضع الرئيس إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لروح هذا الشهيد وذلك بقلب شارع 8 ماي 1945. ومعلوم أن الشهيد سعال بوزيد كان عمره 22 عندما قام ضابط من الشرطة الاستعمارية باطلاق النار عليه وقتله بكل برودة دم لأن الشاب سعال بوزيد رفض إنزال العلم الوطني الذي رفعه عاليا أثناء المسيرة التي قام بها الجزائريون يوم 8 ماي 1945 للمطالبة بالحرية و باستقلال بلادهم. وتوجه رئيس الدولة عقب ذلك إلى القاعة المتعددة الرياضات للمركب الرياضي “8 ماي 1945′′ بسطيف لإلقاء خطاب بمناسبة إحياء الذكرى ال67 لمجازر 8 ماي 1945 الأليمة التي قتل خلالها جيش الاستعمار 45 ألف جزائري من رجال ونساء وشيوخ وأطفال خاصة بسطيفوقالمة وخراطة. ففي الوقت الذي كان فيه الحلفاء يحتفلون يوم 8 ماي 1945 بالانتصار على النازية كانت فرنسا الاستعمارية تقوم بحرب إبادة حقيقية في الجزائر سقط فيها أكثر من 45.000 شهيد. وبالنسبة للمؤرخين والجزائريين وعائلات عشرات الآلاف ضحايا الهمجية الاستعمارية فان تاريخ 8 ماي 1945 يذكر بالانتصار على النازية. وقد انتزع هذا الانتصار أيضا بفضل تضحيات آلاف الجزائريين.وقد ترجم هذا الانتصار في الجزائر بقمع شرس ارتكبته فرنسا لأن الشعب الجزائري “تجرأ” على المطالبة فقط ب”تحرره” من النير الاستعماري. وفي ذات اليوم ارتكبت فرنسا بحكم قوتها العسكرية و شبه العسكرية و شرطتها في الجزائر جرائم في حق الانسانية وذلك قبل بضعة أشهر من محاكمات نورمبيرغ. ولقد تعرض أكثر من 45.000 جزائري في خراطة و قالمة و سطيف و المنطقة القسنطينية (شرق البلاد) للقتل و الإعدام و التعذيب و الرمي في أفران جيرية من طرف الجيش الفرنسي و المعمرين لأنهم طالبوا فقط بحقهم في انهاء الاستعمار غداة انتصار الحلفاء على النازية. لقد اعتقد في سطيف و قالمة و خراطة و في مدن أخرى بكل براءة أن الاحتفالات التي ميزت انتهاء النازية في أوروبا كانت في نفس الوقت بداية نهاية الليل الاستعماري الطويل. وبدأت مظاهرات الجزائريين في سطيف يوم ال8 من ماي 1945 المطالبة ب”التحرر” وانتهاء الاستعمار حيث تظاهر السطايفيون رافعين العلم الجزائري و لافتات تحمل شعارات “أطلقوا سراح مصالي” و “تحيا الجزائر الحرة و المستقلة” و “ليسقط الاستعمار” أو كذلك “العربية لغتي و الجزائر وطني و الإسلام ديني”.