أعلنت روسيا أمس، أنها لا تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وإنما خطة السلام التي أعدها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، ودعت القوى الغربية إلى وقف جهود إسقاط النظام وأنحت باللائمة في مذبحة الحولة على الحكومة والمعارضة كليهما. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ «نحن لا ندعم الحكومة السورية، نحن ندعم خطة كوفي عنان»، مضيفا أنه على القوى الغربية «العمل على تطبيق خطة عنان وليس إسقاط النظام. يجب أن تكون الأولوية لخطة عنان وليس لإسقاط النظام». وأضاف لافروف أن موسكو شعرت بقلق بالغ بسبب المذبحة التي حدثت في بلدة الحولة السورية «لكن من الواضح أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة تتحملان اللوم، فالمنطقة يسيطر عليها المعارضون، لكنها مطوقة من قبل الجيش النظامي»، مضيفا «نحن أمام موقف للطرفين فيه يد واضحة في قتل أكثر من 100 من الأبرياء». وقال هيغ إن روسيا وبريطانيا متفقتان على أن خطة الوسيط الدولي كوفي عنان «هي الأمل الوحيد لسوريا في الوقت الراهن»، وإن لروسيا دورا هاما لتلعبه. وتوجه موفد الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان أمس إلى دمشق مستندا إلى قرار إدانة أممي «بأشد العبارات الممكنة» للحكومة السورية بسبب مجزرة الحولة التي راح ضحيتها 116 قتيلا بينهم أطفال كثيرون، في حين نفت دمشق مسؤوليتها عن المجزرة، وسط ردود دولية غاضبة. وقال مصدر سوري إن من المتوقع أن يقوم عنان بزيارته الثانية لسوريا، بعد زيارته الأولى في بداية مهمته. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن عنان سيجري محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم قبل محادثاته مع الرئيس بشار الأسد اليوم. وستكون لهذه الزيارة أهمية خاصة لأنها تأتي مستندة إلى قرار إدانة قوي من مجلس الأمن للحكومة السورية على خلفية مجزرة الحولة، خاصة أن عنان مدعو لتقديم تقرير عن وساطته يوم الأربعاء لمجلس الأمن. وقال البيان الرئاسي غير الملزم الصادر عن مجلس الأمن الدولي بالإجماع إنهم يدينون «بأقوى العبارات الممكنة عمليات القتل التي أكدها مراقبو الأممالمتحدة لعشرات الرجال والنساء والأطفال، وإصابة مئات آخرين في قرية الحولة خلال هجمات شملت قصفا بالمدفعية والدبابات الحكومية للحي السكني». من ناحية أخرى، عقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا للاستماع إلى تقرير مود حول المجزرة الأخيرة في بلدة الحولة التي أسفرت عن مصرع 116 شخصا. وقد نقل مود للمجلس شهادات سردها السكان المحليون، إضافة إلى ما رآه الفريق من آثار القصف بالقذائف والمدافع وعلامات إطلاق النار عن قرب، وذلك ما أدى بدوره إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وقال إن المراقبين الدوليين فشلوا في وقف «العنف». وفي الأثناء، قتل 41 شخصا على الأقل في قصف نفذته القوات النظامية السورية على مدينة حماة أمس، ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا خلال 24 ساعة إلى 87 قتيلا هم ستون مدنيا وأربعة منشقين و23 من عناصر القوات النظامية السورية.