تعرضت البعثة الأمريكية في مدينة بنغازي شرق ليبيا، لهجوم بعبوة ناسفة من دون ان يؤدي انفجارها الى وقوع إصابات، بحسب ما أوضح أمس مصدر في السفارة الأمريكية في طرابلس وآخر في أجهزة الأمن في المدينة. وقال مسؤول في السفارة في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية «تعرضت البعثة الأمريكية في بنغازي لهجوم»، موضحا أن «عبوة يدوية الصنع انفجرت» من دون وقوع إصابات. وأكد المصدر طالبا عدم كشف اسمه أن «الولاياتالمتحدة تأسف للهجوم على بعثتها الدبلوماسية في بنغازي»، مضيفا أن السفارة دعت السلطات الليبية إلى تعزيز الأمن حول مكاتبها في ليبيا. وأوضح مصدر في أجهزة الأمن في بنغازي وقوع الهجوم، موضحا أن مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتائب مجموعة الأسير عمر عبد الرحمن» أعلنت مسؤوليتها عنه في منشورات تركتها في الموقع وهددت فيها المصالح الأمريكية في ليبيا. وذكرت السفارة الأميركية أنها لا تملك أي معلومات بشأن أي تبن. من ناحية أخرى، ما زالت ليبيا تعيش مخاض ما بعد الثورة، مثلها في ذلك مثل جيرانها الذين سبقوها في الثورة، وهم التونسيون والمصريون، فإذا كانت الأجواء التونسية المصرية ما زالت أجواء ثورية مضطربة، فإن الأجواء في ليبيا لا تختلف عن ذلك كثيرا. فهناك مشكلات كثيرة تثير ضيق الليبيين، أهمها التشكيك في إتمام انتخابات المجلس الوطني الذي سيضع الدستور، والتي كان من المقرر إجراؤها في 19 جوان المقبل، في ظل حال انعدام الأمن والاستقرار وسيطرة الميليشيات على المشهد الليبي وتردي العلاقات بين المجلس الوطني الانتقالي برئاسة المستشار مصطفى عبد الجليل وبين الحكومة الانتقالية التي يرأسها عبد الرحمن الكيب، والتي وصلت في مرحلة سابقة إلى درجة التراشق اللفظي علانية عبر وسائل الإعلام، حتى هدأت قليلًا بفعل وساطات داخلية وخارجية، نجحت في تجاوز إسقاط حكومة الكيب، لكنها لم تفلح في نزع فتيل التوتر والشكوك وانعدام الثقة التي تحكم العلاقات بين الطرفين، خاصة وأن كل طرف يسعى لإلقاء تهمة عرقلة العمل على الطرف الآخر. ويتشاءم كثير من المراقبين الليبيين من مستقبل البلاد السياسي بعد أن عجز المجلس الانتقالي عن ضبط الميليشيا وما تقوم به من أعمال تثير حفيظة المواطنين الليبيين، حيث تقدم هذه المليشيات على احتجاز أشخاص وتعذيبهم دون سند قانوني، وهي الأعمال التي وثقتها وانتقدتها تقارير المنظمات الحقوقية الدولية، مثل «منظمة العفو الدولية» و«هيومان رايتس ووتش».