غوقة يستقيل وعبد الجليل يحذر من ''الكارثة'' تسارعت الأحداث في ليبيا، خلال الساعات القليلة الماضية، حيث شهدت بنغازي، مهد الانتفاضة الليبية، أعنف احتجاجات ضد المجلس الانتقالي الليبي الذي يقوده مصطفى عبد الجليل، وفي تداعيات ذلك أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي، عبد الحفيظ غوقة، استقالته من المجلس، بينما حذر عبد الجليل من الكارثة ومن ''دخول البلاد في هوة لا قرار لها''. دخل المجلس الانتقالي الليبي في أعمق أزمة سياسية منذ نشأته في فيفري 2011، حيث تعرض مقره ببنغازي، نهاية الأسبوع الماضي، لهجوم بالقنابل اليدوية على أيدي شباب مسلحين، كما تعرضت سيارة مصطفى عبد الجليل للتحطيم أيضا، وقبل ذلك نجا نائبه عبد الحفيظ غوقة من ضرب مبرح على أيدي طلبة جامعة بنغازي عندما حاول تهدئتهم يوم الخميس الماضي. وحسب موقع ''المنارة'' الليبي، فقد أبلغ عبد الجليل الشيخ أحمد بعيو، وهو من أعيان بنغازي، أن ''كل القوانين والتشريعات التي تتعلق بالعهد السابق تعتبر الآن تحت أقدام كل الليبيين وسيتم إحالتها إلى رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في ليبيا، الشيخ الصادق الغرياني، لاستبدالها بقوانين أخرى مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية''. وأبلغ عبد الجليل مشايخ بنغازي أنه سيقوم بمخاطبة وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية المؤقتة، عاشور بن خيال، لاستبدال كل من عرفوا بولائهم لنظام القذافي من السفراء والقناصل والعاملين في السفارات الليبية في الخارج بآخرين. المجلس الانتقالي يجتمع في مكان ''سري'' وفي تفاصيل الأزمة السياسية الجديدة، خرج آلاف الليبيين، منذ يوم الخميس الماضي، للتنديد بحالة الانسداد التي توجد عليها البلاد وللمطالبة باعتماد الشريعة الإسلامية في صياغة الدستور الجديد. كما أجبر أعضاء المجلس الانتقالي على مغادرة المقر الرسمي في بنغازي وتحويل اجتماعاته إلى ''مكان سري'' لمناقشة قانون الانتخابات الذي يفترض أن يؤطر العملية الانتخابية لإنشاء أول مجلس تأسيسي في جوان المقبل يضم حوالي مائتي عضو. وفي تبعات الاعتصام، أعلن أمس الأحد في بنغازي عن قرار يقضي بتأجيل البت في قانون الانتخابات، المثير للجدل، إلى غاية الأسبوع المقبل، وحمل إسلاميون ليبيون على القانون وقالوا إنه ''يكرس الجهوية والقبلية''. وأعلن أمس عبد الحفيظ غوقة استقالته من المجلس، على خلفية أحداث الاحتجاجات ومهاجمة مقر المجلس أمس في بنغازي وتعرضه شخصيا لهجوم من طلاب في جامعة بنغازي. وقال غوقة لقناة ''الجزيرة'' القطرية إن ''ليبيا تفتقد حاليا روح التوافق الوطني الذي ساد قوى الثورة التي أسقطت نظام العقيد القذافي''، موضحا أن ''أجواء تحريض وكراهية باتت تهيمن على الأوضاع''. واعتبر غوقة أن تغيير الوجوه في المجلس الوطني قد يساعد على حل المشاكل التي ظهرت في الآونة الأخيرة، وتسهيل مهمة المجلس في قيادة البلاد إلى ''بر الأمان إلى حين تنظيم انتخابات الجمعية التأسيسية''. أما مصطفى عبد الجليل، فحذر من أن ''البلاد تمر بحراك سياسي قد يجرّ صوب حفرة بلا قرار''. وأضاف أنه قبِل استقالة رئيس بلدية بنغازي وأن انتخابات ستجري لاختيار بديل له. وأوضح عبد الجليل ''أن رد فعل شباب بنغازي ناجم عن اللهجة الشديدة للبيان الذي أدان عملية الاعتداء على غوقة في جامعة بنغازي''.