في ظرف شهر تلقت سفارات بلد ''الفزة'' والكرامة أربعة إشعارات بنقل جثث جزائرية الجنسية، ثلاثة منها بفرنسا والأخرى من إيطاليا والقاتل المشترك، مبني للمجهول يسمى التمييز العنصري ورد فعلنا الرسمي أن هؤلاء ''حرافة'' لم يحمدوا نعمة الوطن، فكانت النتيحة أن دفعوا أعمارهم ثمنا لمغامرة الفرار من مأزق وطن أصبح شبابه محل عرض وطلب من طرف تجار الأعضاء البشرية.. ''الحراف'' الذي لقي حتفه في ظروف مشبوهة بإيطاليا، تعرضت عائلته إلى مساومة من طرف مستشفى إيطالي وذلك في تفاوض بين ذوي الضحية وتجار قطع الغيار البشرية وبين سعر ''القلب'' وانتزاع الكبد واستغلال الكليتين لصالح مسنين إيطاليين، نفهم إلى أين وصل الوطن وأي مأزق يعيشه جيل هارب من بلده أصبح مشروع صفقة ''غيارية'' في متاجر الأعضاء البشرية. أحد الفاشلين في الحرفة أخبرني بأنه من بين الشروط المسلم بها في عالم ''الحرفة'' أن المحظوظين بالنجاة من أهوال البحر يصطدمون في أماكن الحجز لدى الدول المقصودة بوثيقة يوقع عليها ''الحراف'' يتم بموجبها التنازل عن أعضاء من جسده لصالح الإنسانية ''المعذبة'' وذلك في حالة وفاته والتوقيع على الوثيقة يقابله تسمين ''الضحية'' إلى حين حلول ساعتها سواء قدرا أو غدرا..وإذا كان هذا حال ''جيلنا'' فإنه من العادي جدا أن تعاد لنا جثث ضحايانا وهي منزوعة الأعين والكلى والقلوب..فترى إلى أين نتجه وهل أصبحت أجساد شبابنا صفقة غيار بشرية يستفيد منها معتلي الدول الأخرى، كما تستفيد منها عجائزهن في علاقات الزواج الإلكتروني؟