حواره أحمد.ب في إطار المنتديات التي تنظمها يومية «البلاد» مع رؤساء المجالس البلدية للوقوف على جوانب التنمية وبعض المشاكل التي تواجها، تمت استضافة خلال هذا الأسبوع رابح جرود رئيس بلدية بئر توتة التي تعتبر من بين البلديات المجهرية نظرا للكثافة السكانية والمشاريع الإنمائية الكبيرة التي تعرفها هذه البلدية. بلدية بئر توتة لمن لا يعرفها تعتبر البلدية من بين البلديات القديمة على مستوى التراب الوطني، إذ تم إنشاؤها بقرار من نابليون، وسميت ببئر توتة نسبة إلى تواجد البئر الروماني المتواجد بساحة البلدية وبجانبها شجرة من أشجار التوت، وفي تاريخ الجزائر المستقلة كان الطريق شرق غرب محطة من محطات المسافرين ومنها على سبيل المثال محطة بئر خادم، وبئر مراد رايس وغيرها من الأبيار. يبلغ عدد سكانها حاليا حسب الإحصاء الأخير 30 ألف نسمة، وهي مقر للدائرة الإدارية، كما تعتبر البوابة الغربية للعاصمة، وقد عرفت في السنوات الأخيرة نموا سريعا جدا في جميع المجالات، وأصبحت ملتقى الطرقات، الأمر الذي جعل العقار فيها المبني منه أو غير المبني ينافس عقارات أرقى بلديات العاصمة على غرار المرادية وحيدرة الأبيار. لها حدود مع العديد من البلديات نذكر منها السحاولة والخرايسية والدويرة من الشمال، ومن الجنوب أولاد شبل، ومن الشرق يفصل بينها السحاولة ووادي الحراش. مساحتها 24 كلم مربع، ولها نمط معماري حضري وشبه حضري، وبها مراكز ثانوية أو ما يسمى بالدواوير، وبها 11 حوشا، وذات طابع فلاحي. وكانت فيما سبق تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الحليب على مستوى ولاية الجزائر، وبها منطقة صناعية مشهورة بها أكثر من 80 مستثمرا، لكن المؤسف لدى سكان البلدية يتمثل في غرق مصنع الورق. ما هي أهم الإنجازات التي تمت منذ أن توليتم رئاسة المجلس؟ في العهدة الأولى التي تولينا فيها رئاسة المجلس البلدي لبئر توتة في سنة 1997، حيث وجدنا بها كل المشاريع معطلة ومتوقفة، ومنها على سبيل المثال الثانوية الوحيدة حاليا والعيادة المتعددة الخدمات، إضافة إلى أن التهيئة العمرانية استفاد منها الشارع الرئيسي علي بوحجة فقط، وكذا الشارع الذي يمر على قيادة الدرك الوطني، إضافة إلى تجزئة 143 سكنا. أما المراكز الثانوية الأخرى فحدث ولا حرج فالتنمية تنعدم فيها. وللإشارة فإن ميزانية البلدية في ذلك الوقت لم تكن تتعدى 3 ملايير سنتيم، ووجدناها في عجز مالي يفوق 27 مليار سنتيم. أما حظيرة البلدية خلال عهدتنا الأولى فلا تتوفر سوى على شاحنة واحدة، كانت سلفة من بلدية أولاد شبل. كما لم ينس ضيف «البلاد» الحديث عن معاناة المواطن في ذلك الوقت من انقطاع الماء والكهرباء، وكانت بالبلدية في ذلك الوقت حافلة واحدة للنقل المدرسي، إضافة إلى حافلتين تم حرقهما خلال العشرية السوداء. كما أن الدائرة كانت لا تتوفر على مقر، وليس بها سوق، كما تفتقر البلدية إلى مقبرة لدفن موتاها. ما جديد السكن بأنواعه المختلفة؟ استفادت البلدية من حصص في البرامج السكنية للولاية، لكن هذه الحصص تعتبر غير كافية مع التزايد المطلوب على السكن، هذا إذا عرفنا أن عدد سكان البلدية في تزايد مستمر. فالبلدية في حاجة ماسة إلى مضاعفة السكنات الاجتماعية وذلك نظر للطلب المتزايد. كما أشار ضيف «البلاد» إلى أن مصالحه اقترحت إقامة مشروع سكني من صيغة السكن التساهمي المدعم على مساحة 2 هكتار بغرب مدينة بئر توتة، وبمركز بابا علي وهذا حتى تستفيد منه البلدية والولاية على حد السواء تجسيدا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية. كما يطالب رئيس البلدية الوصاية والمصالح المعنية بالسكن بإعادة دراسة قوائم السكن الهش دراسة معمقة وذلك بمشاركة الأطراف المعنية مع مراعاة الحالات الاستثنائية غير المحصاة في 2007. من جهة أخرى يطالب رئيس المجلس البلدي من الوصاية الإسراع في تنظيم الأحواش بتسوية الوضعية، ثم تقديم بعض الإعانات المالية للمستحقين، مع المحافظة على الطابع الفلاحي للأراضي، وتوقيف التوسع العمراني الفوضوي عن طريق إقامة حواجز وحدود بواسطة أشجار وطرق دائرية معبدة على شكل أحزمة بغية منع مواصلة التعدي على العقار الفلاحي. من جهة أخرى يطالب المير مصالح الولاية لتدعيم السكن الريفي بتقديم الإعانات المالية لسكان الأحواش التالية: بابا علي، سيدي امحمد، عدادشة ومركز علي بوحجة، وهذا حتى نتمكن من الحفاظ على الأراضي الفلاحية حتى لا يطالها الإسمنت. وعلى العموم يرى ضيف «البلاد» أن المشاريع السكنية التي أنجزت ووزعت على أصحابه تعتبر غير كافية نظرا للطلب المتزايد، وكل السكنات التي تم توزيعها لم تعرف أي خلل وأية حوادث تذكر. أما خلال العهدة الحالية فهناك برنامج كبير يتمثل في البرنامج الخماسي الذي أعدته الدولة لبناء مجمعات سكنية كبيرة منها على سبيل المثال برنامج بناء 3500 وحدة سكنية بمنطقة سيدي امحمد ونسبة الأشغال بها جد متقدمة. زكما أن هناك بناء حوالي 1000 مسكن لإزالة البيوت القصديرية والأشغال بها جارية. وفي هذا الإطار وخلال الإحصاء التي قامت بها وزارة الداخلية والجماعات المحلية خلال سنة 2007 والذي تم خلاله إحصاء عدد المتضررين من سكان البلدية الذين بلغ عددهم 600 عائلة. وعليه يرى المير أنه من خلال منبر «البلاد» المشكورة على استضافتنا بغية تنوير مواطني البلدية، وعليه أطلب الإعانة من الوصاية ومنها الولاية المنتدبة ووالي ولاية العاصمة ومدير السكن للجزائر لإعطاء أولوية لسكان البلدية من خلال البرامج السكنية الجاري إنجازها على مستوى الإقليم. من جهة أخرى أشار المير إلى أن عدد الملفات الخاصة بالسكن الاجتماعي المودعة لدى مصالح الشؤون الاجتماعية تفوق 4000 آلاف ملف ومع هذا فالمواطن ببئر توتة لايزال صابرا ينتظر الفرج لأن الكوطات المقدمة من طرف الوصاية غير كافية، خاصة أن الكثير من السكنات التي تم بناؤها في السنوات الماضية تم توزيعها على المتضررين من فيضانات باب الوادي وكذا زلزال 2003. ورغم هذا فمواطنو بئر توتة كانوا متضامنين مع إخوانهم ولم يقوموا بأي احتجاج يذكر. ما جديد قطاع التربية والتعليم؟ بداية، لا بد من الإشارة إلى أن بلدية بئر توتة تتوفر على 13 مدرسة ابتدائية لكنها غير كافية، وبالتالي فهناك مشروعان لبناء 12 قسما تربويا وسكن وظيفي بالمنطقة العمرانية. وسيعرف هذان المجمعان النور فيل نهاية هذه السنة، إضافة إلى استلام 20 قسما تربويا خلال السنة الجارية. كما أن هناك مشروعا لإنجاز 6 أقسام بزوين. ولهذا يمكن القول إنه على مستوى التعليم الابتدائي استطعنا التحكم في الاكتظاظ داخل الأقسام. أما المشكل فلايزال مطروحا على مستوى التعليم المتوسط والثانوي، حيث يشهد هذان الطوران اكتظاظا كبيرا بسبب تداخل البلدية مع البلديتين المجاورتين، خرايسية والدويرة، والذي يؤدي بمؤسسات التعليم لبئر توتة إلى تحمل الضغط. وعليه فمصالحنا قدمت العديد من الطلبات للجهات المعنية والوصية بغية مطالبتها بإنجاز ثانوية ومتوسطة لفك الضغط والسماح للمتمدرسين بالتمدرس في ظروف حسنة. وفيما يخص المطاعم المدرسية تم استلام مطعم جديد بمدرسة الإخوة بوتله وسيتم تجهيزه خلال الشهر القادم، إضافة إلى بناء مطعم آخر بمدرسة الإخوة براكني. كما تمت إعادة تهيئة المطاعم القديمة المتواجدة بمدرسة محمد جعفر وبابا علي، وسيدي امحمد الذي انتهت به الأشغال. كما خصصت البلدية ميزانية لإنجاز مطعم بمدرسة هراوي بحي مريوس، ومطعم آخر بمدرسة حي النخيل. من جانب آخر أضاف المير أن مصالحه تطالب ببناء مدرسة ابتدائية لتغطية العجز بالمنطقة الشرقية للبلدية وبالتحديد بحوش الحاج وحوش الروسي وحي أوناب، وهذا من خلال إعادة المخطط التوجيهي للتهيئة والعمران الجاري حاليا والذي يعده مكتب الدراسة بالعاصمة. ماذا عن قطاع الرياضة؟ بالنسبة للرياضة على العموم يمكن القول إن هناك نقصا في هذا المجال، إذ إن هناك ملعبا واحدا لكرة القدم موروثا منذ الفترة الاستعمارية، وسيتم تهيئته بالعشب الاصطناعي، وتزويده بمدرجات تليق بأنصار الفرق التي تستغل هذا الملعب. كما أشار المير أن هناك مشروعا لإنجاز ملعب لكرة القدم ببابا علي لاستقطاب الشباب وخلق فضاء لنشاط الجمعيات الرياضية. كما أن هناك العديد من الملاعب الجوارية سيتم بناؤها على مستوى أهم مراكز البلدية على غرار بئر توتة المدينة، وبابا علي وسيدي امحمد ومركز علي بوحجة. كما لم ينس المير الحديث عن المركب الرياضي الجاري إنجازه بمحاذاة مدينة بئر توتة والذي يتسع ل40000 ألف متفرج وقابل للتوسع، كما ستتم تهيئة ملعب الزوين. كما عرفت البلدية إنجاز قاعة متعددة الرياضة تسع 800 رياضي لكنها لا تلبي احتياجات البلدية في مجال الرياضة. ما هو جديد النشاط الاقتصادي؟ فيما يخص النشاط الاقتصادي أشار رئيس بلدية بئر توتة إلى أن مصالحه تطالب بتوسيع المنطقة الصناعية لبابا علي بغية إتاحة الفرصة لتشغيل الشباب والقضاء على البطالة وتحسين الموارد المالية للبلدية. كما لم ينس المتحدث الحديث عن المذبح البلدي الذي خصص له 10 آلاف هكتار لبنائه بغية تحويل مذبح الرويسو وسيعود هذا المذبح لا محالة بالفائدة على سكان البلدية. ماذا عن المشاريع المستقبلية؟ هناك العديد من المشاريع الإنمائية الجديدة المتمثلة في تجهيز مقر البلدية، وإنجاز دورة للمياه لحظيرة البلدية، إضافة إلى اقتناء شاحنة للقمامة. كما سيتم تزفيت العديد من الطرق والشوارع، وتهيئة الأرصفة، إنجاز شبكة تطهير المياه، تدعيم وإنهاء طرق المنطقة الصناعية، اقتناء مكيفات وأفرشة للمساجد، شراء حافلة نقل من الحجم الكبير للمساهمة في التخفيف في مجال النقل. بورتريه: رابح جرود من مواليد 8 ديسمبر 1962 متزوج وأب لأربعة أطفال، تتلمذ على الكثير من المعلمين والأساتذة، مستواه العلمي خريج جامعة البليدة الدفعة الثانية تخصص هندسة معمارية سنة 1988، وقد اشتغل في بداية مشواره المهني ببلدية الشبلي كرئيس لمصلحة البناء والتعمير إلى غاية نهاية سنة 1999. التحقت بصفوف الأرندي في بداية تأسيسه، وترشح تحت غطائه، وكان على رأس القائمة وتمكن من الفوز بالأغلبية، ثم بعد ذلك ترشح للعهدتين الثانية والثالثة وفاز بالرئاسة وهذا دليل على الاحترام الذي يجده لدى الجميع، وكذا بساطته في التعامل مع الناس، والسعي إلى إيجاد الحلول لمشاكلهم.