تعيش مدينة الميلية بولاية جيجل حالة عطش حادة قلما شهدتها في السنوات الماضية، ما أدى بالمواطنين إلى التذمر الذي شبهه أحدهم بلحظة الاحتضار قبل الموت في صحراء عطش فأحياء منقوش العلوي، المريحة، دراج أولاد صالح تعيش حالة طوارئ للبحث عن المياه في أي اتجاه والبحث في الحقيقة عن جرارات تحولت من عملها الطبيعي في المزارع إلى حمل صهاريج المياه إلى مواطني الميلية الذين يعيشون فعلا نكبة حقيقية. مثل ماهو الحال في حي دراج أولاد صالح الذي يعد منكوبا رغم أن المياه تتدفق من تحت بفعل التسربات والأكثر أن المياه المتسربة تسببت في عدة انجرافات بالحي، إلا أن المهزلة الكبرى كما يقول السكان أن العاصمة الثانية لولاية جيجل تقع بين سدين هما سد ''بوسيابة'' وسد بني هارون الذي يمون مدن الشرق بالمياه، وهي أغرب صورة لا يمكن أن تحمل أي تعليق ولو حاولنا فعلى مقربة من السدين يعيش قرابة 60ألف نسمة حالة عطش وعوض أن تكون السدود هي من يضمن حل الأزمة أضحت مجرد حلم. ما زال العطش يشتد إلى درجة أنك لو سألت أي شخص بالميلية عن حلمه هذه الصائفة لقال لك الماء وليذهب الباقي إلى الجحيم البعض قال لنا أن سبب ذلك يعود على الشبكة التي اهترأت عن آخرها إضافة إلى عدم تجديدها عشرات السنين في الوقت الذي اشتكت المدينة عشرات مرات منذ غنجاز الشبكة الأولى والمصيبة كما يقول المواطنون أن مدينتهم استفادت من مشروع بكلفة 30مليار سنتيم لتجديد شبكة المياه، إلا ان المشروع تاخر كثيرا، إذ بقيت عدة أجزاء منه لم تكتمل، وهومايعني ان صيف الميلية طويل جدا، ليبقى الجرار الممنوع من دخول المدينة قانونيا هوالمنقذ الوحيد رغم ما يشكل هذا من أخطار على صحة المواطن. ويذكر أن والي الولاية كان قد وعد في وقت سابق بالقضاء نهائيا على مشكل المياه، إلا أن ذلكئ، حسب ما يردده المواطنون أصبح مجرد وعد لباقي وعود المجلس البلدي الحالي والسابق والسبق وربما القادم.