قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز الذي يزور طرابلس، إن بلاده ستنسق مع ليبيا في قضايا أمنية مثل حماية الحدود واستيعاب كتائب الثوار داخل الجيش الليبي. وجاءت هذه التصريحات بعد أن التقى بيرنز رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب وأعضاء من حزب العدالة والبناء في زيارة قام بها أمس إلى طرابلس قادما من بيروت. وقال بيرنز في مؤتمر صحفي إن المباحثات مع المسؤولين الليبيين تطرقت إلى طبيعة المساعدة التي يمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي تقديمها بخصوص أمن الحدود وكيفية استيعاب الكتائب المسلحة، مضيفا في حديثه للصحفيين «تطرقنا أيضا إلى مواضيع من قبيل زيادة التعاون فيما يتعلق بالتعليم والصحة. وبشكل عام، بحثنا كيف يمكننا مساعدة الليبيين في استكمال ما بدؤوه من خلق الفرص لليبيين داخل ليبيا». والتقى بيرنز رئيس التحالف الوطني محمود جبريل، وقال بعد اللقاء إنه هنأه على أداء حزبه في الانتخابات، وعلى ما وصفه برسالة الوحدة التي نقلها للناس أثناء تلك الانتخابات. وأثنى المسؤول الأمريكي على «براعة» السلطات الليبية في قيادة المرحلة الانتقالية المعقدة، كما أشاد بالانتخابات التي وصفها بالمرحلة الحاسمة على طريق الانتقال نحو بناء المؤسسات الديمقراطية. وأظهرت النتائج الأولية للمفوضية العليا للانتخابات فوزا كبيرا للتحالف الوطني في العاصمة طرابلس وبنغازي والزاوية ومدن الوسط والجبل الغربي، كما أشارت نتائج انتخابات المؤتمر الوطني العام إلى أن مرشحي التحالف ذي التوجه الليبرالي تقدموا بفارق عشرات الآلاف في بعض الدوائر على حساب منافسيهم. وفي الأثناء، بدأت مفوضية الانتخابات الليبية إعادة عد الأصوات في بعض المحطات الانتخابية، بحضور مراقبين ووكلاء للمرشحين، دون توضيح الدوائر المعنية أو أسباب الخطوة، بينما اعتبر زعيم حزب «العدالة والبناء» المنبثق عن جماع الإخوان المسلمين أن تصريحه الذي ربط بين تقدم حزب خصمه، محمود جبريل، بدعم من أنصار النظام السابق، كان «مجتزئا». ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، نوري العبار، قوله إن المفوضية «تقوم حاليا بإشراف الملاحظين الدوليين والمراقبين المحليين ووكلاء المرشحين بإعادة العد في بعض المحطات الانتخابية، وذلك للتأكد من الاستمارات الواردة من الدوائر ومدى مطابقتها للبيانات الحالية». من ناحية أخرى، بدأ رؤساء دول الاتحاد الإفريقي أمس اجتماعهم في إطار قمة في أديس أبابا للسعي إلى انتخاب رئيس لهذه المؤسسة الإفريقية الرئيسية وسط مخاوف من بروز انقسامات جديدة في القارة بعد الفشل الأول قبل ستة أشهر. وأثناء قمة سابقة عقدت في جانفي الماضي لم يحصل رئيس المفوضية المنتهية ولايته الغابوني جان بينغ إثر الاقتراع على ثلثي الأصوات بالرغم من بقائه المرشح الوحيد في السباق في الدورة الرابعة التي واجه فيها منافسته الجنوب افريقية نكوسازانا دلاميني- زوما. وسيتواجه المرشحان من جديد غداة اجتماع لمجلس السلم والأمن الذي انكب على بحث الأزمات الراهنة في إفريقيا خصوصا في مالي وبين السودانين أو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد يؤدي الصراع على رئاسة المفوضية إلى مأزق جديد يضر بصورة إفريقيا وبمنظمتها القارية، مع إصرار بينغ ودلاميني-زوما على الاحتفاظ بترشيحهما وتأكدهما بحصول كل منهما على ثلث الأصوات على الأقل.