عادت حليمة إلى عادتها القديمة، مقولة غائرة في التاريخ لكنها تجد في واقع أسواق الشرق هذه الأيام أرضية وموطئ قدم، أسعار غالبية المواد الواسعة الاستهلاك من خضر وفواكه ولحوم وبقول جافة، ارتفعت بشكل جنوني، وعاد التجار إلى الاسطوانة ذاتها لتبرير هذا الارتفاع. ورغم أن المناسبة جليلة وعظيمة وروحانية أكثر، إلا أن الجشع لم يعد يعرف حدودا. جولات بعض مراسلينا في اسواق بعض مدن الشرق اكدت أن التضخم ضرب اطنابه في العشرة ايام الأخيرة، إذ ارتفعت غالبية المواد ومختلف الخضروات بأكثر من 50 بالمائة. ففي سوق «فرانسيس» بوسط مدينة عنابة، وقفت «البلاد» على مؤشرات توحي بأن السوق لا يمكن أن تتحكم فيه تصريحات الوزراء والمسؤولين، إذ تجاوزت اسعار الطماطم عتبة 80 دينارا بعد أن كانت قبل اسبوع في حدود 30 دينارا فقط. وقفزت اسعار البطاطا إلى سبعين دينارا، بعد أن كانت في الفترة السابقة في حدود 25 دينارا. فيما وصل سعر الكيلوغرام من اللوبيا الحمراء إلى 140 دينارا وقفز الخس إلى 120 دينارا. بينما تباينت اسعار الجزر بين تاجر وآخر، لكنها عموما بين 80 و90 دينارا. اللحوم الحمراء والبيضاء بدورها عرفت بعض الزيادة وانتقل لحم الدجاج من 220 دينارا منذ أسبوعين إلى 380 دينارا، في الوقت الذي حافضت فيه اسعار اللحوم الحمراء على استقرارها بسبب قلة الطلب، حسب بعض تجار السوق الذين تحدتث إليهم «البلاد» أسواق ولاية سطيف، اشتعلت أسعار العديد من المواد الاستهلاكية بها، وبقي فيها لحم الخروف مستقرا عند عتبة ال1150 دج للكيلوغرام الواحد ولحم البقر زحف إلى قمة ال950دج للكيلوغرام الواحد في حين التهبت أسعار اللحوم البيضاء التي كانت ملجأ الفقراء يوما لنجد الدجاج ب380 دج للكيلوغرام الواحد ولحم الديك الرومي بلغ450 دج للكيلوغرام الواحد. سوق الخضر والفواكه بدوره عرف انتعاشا كبيرا في الأسعار، إذ نجد لحم الفقراء ( البطاطا) ب55 دج للكيلوغرام الواحد بعدما كانت قبل هذا الوقت مستقرة بين 28 و33 دج، وارتفع سعر البصل إلى 50 دج وسعر الفلفل والطماطم بين 60 و75 دج للكيلوغرام الواحد. أما سوق الفواكه فقل ما يفكر فيه المواطن البسيط بسطيف، كونه أصبح لا يهتم بالكماليات في ظل ارتفاع الأسعار، وقد حطم فيه سعر الموز أرقاما قياسية ويهدد بعودته إلى سابق زمانه وتوقف عند 140 دج للكيلوغرام وأبى العنب التذلل إلى ما تحت 100دج. أما التفاح والايجاص فحدث ولا حرج، وأمام كل هذا لم يجد السكان حلا سوى اللجوء إلى البطيخ بنوعيه الأصفر والأحمر، إلا أن هذا الأخير أراد فرض نفسه في رمضان، بل ويريده التجار بوابة الربح السريع لما رفعوا أثمانه من 40 دج للكيلوغرام الواحد إلى 45 دج للكيلوغرام الواحد بالنسبة للبطيخ الأحمر وارتفع مؤشر البطيخ الأصفر من 50 دج للكيلوغرام إلى 60 دج للكيلوغرام الواحد. وتشير معلوماتنا إلى أن هناك بعض التجار تلاعبوا حتى في أسعار المواد الأكثر استهلاكا، حيث وصل سعر حليب الأكياس إلى ما بين 33 و35 دج للكيس الواحد بعدما كان بسعر موحد وهو 28 دج. واللافت أن الحملات التي تقوم بها المصالح المختصة في الآونة الأخيرة بقسنطينة والتي تم خلالها طرد العشرات من التجار غير الشرعيين من عدة أسواق كسوق البير ولا سيتي والمنية كانت وراء ارتفاع الأسعار بهذا الشكل، خاصة وأن تلك الأسواق ورغم عدم مشروعيتها تعتبر ملجئا للعائلات الفقيرة بفعل انخفاض أسعارها، إذ لم تتعد بها اسعار البطاطا حدود 55 دينارا والطماطم 30 دينارا ويبقى الاستثناء الوحيد تصنعه فاكهة الدلاع التي بقيت في حدود 30 دينارا للكيلوغرام في مختلف الأسواق التي زارتها «البلاد».