قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن الإيرانيين لا ينتظرون تهنئة من أحد، في إشارة إلى إعلان زعماء غربيين أنهم لن يبعثوا له برقيات تهنئة بمناسبة تنصيبه رئيسا للبلاد، في حين نقلت وكالات أنباء عن شهود عيان قولهم إن العشرات من أنصار المعارضة احتجوا أمام البرلمان أمس. وقال نجاد في كلمة له بعد أدائه اليمين الدستورية صباح أمس أمام أعضاء مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، موجها خطابه للزعماء الغربيين، " ليس هناك في إيران من ينتظر أن يباركه أحد، والشعب الإيراني لا يهتم لا لغضبكم ولا لتبريكاتكم وابتساماتكم". وانتقد نجاد الدول الغربية وقال إنها لا تنظر إلى الديمقراطية ولا تقبلها "إلا إذا كانت تخدم مصالحها، ولا تحترم خيارات الشعوب الأخرى". وقد قرر عدد من الزعماء الغربيين عدم تهنئة نجاد بعد تنصيبه الرسمي، حيث قال متحدث رسمي بريطاني إن رئيس الوزراء غوردون براون لن يبعث برسالة تهنئة إلى الرئيس الإيراني. من جهته أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا ينوي إرسال برقية تهنئة لنجاد، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس للصحفيين "ليس لدي ما يدعوني لاعتقاد أننا سنبعث بأي برقية". كما أعلن مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن هذا الأخير لن يبعث ببرقية تهنئة إلى نجاد عند تنصيبه رئيسا لإيران. وقال مسؤول في قصر الإليزيه لوكالة رويترز "لا توجد خطة لإرسال أي رسالة". وكانت طهران قد اتهمت الدول الغربية، وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة، بالتورط في الاضطرابات الدموية التي جرت بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 جوان الماضي، ونفت دول الغرب هذه التهمة. وأعلن نجاد في كلمته الخطوط العريضة لبرنامج حكومته التي سيشكلها في أجل لا يتعدى أسبوعين، ودعا الإيرانيين إلى الوحدة وإلى "أن يشعروا بالهدوء والأمن وأن يلتفوا مثل عائلة واحدة". وتعهد "بخدمة الشعب الإيراني وتحقيق مطالبه"، و"بالحفاظ على الهوية والأصالة القيم" و"إبعاد المطبات المختلقة وجميع الأمور التي تحول دون تقدم الشعب الإيراني". وعلى المستوى الاقتصادي "بقطع دابر التضخم وتجفيف جذوره" و"منع الرشوة التي تمثل البؤرة الأساسية للفساد" وبإصلاح الأنظمة المصرفية وحل أزمة السكن. وأكد الرئيس الإيراني التزامه بسياسة خارجية "فعالة في كل الجوانب" وبأن يكون لبلاده "دور مؤثر في إدارة العالم"، وقال "لن نسكت عن الظلم ونمد يد الصداقة إلى الجميع، لكننا لا نتحمل الإهانة".