فيما بادر الأئمة بإدانة الإساءة للمصطفى (ص) داعين للاقتداء بسيرته صرح عدة فلاحي أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لم توجّه أي «تعليمات إدارية» للأئمة، للرد على عرض «الفيلم المسيء» للنبي عليه الصلاة والسلام، وما حمله ذلك من تشويه لرسالته الحنيفة، فضلا عن المساس البالغ بمشاعر المسلمين في كل بقاع العالم. وبرّر الناطق باسم الوزارة عدم مبادرة الوصاية بهذا الأمر على خلاف مناسبات عديدة سابقة، سيما الوطنية منها، بكون «التفاعل العام» في مثل هذه الحالات هو من قبيل التحصيل الحاصل، على حد تعبيره، وأضاف المتحدث في اتصال مع «البلاد»، أن الأئمة الخطباء شاعرون تماما بمسؤولياتهم تجاه الموضوع، مما يعفي حسب كلامه دائرته الوزارة من التوجيه المباشر بهذا الصدد، مؤكدا أن خطب جمعة الأمس تعرضت في غالبها للقضية، حيث أدان الخطباء من منطلق شرعي وأخلاقي وحضاري هذا الفعل المشين، داعين عامة المسلمين إلى التأسي بمناقب المصطفى عليه الصلاة والسلام، على حد قوله، وأوضح عدة فلاحي في حديثه ل«البلاد»، أن الخطب تركزت حول توجيه الأسر الجزائرية إلى تعليم أبنائها سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، مع ضرورة التمسك الفعلي بتعاليم الدين الإسلامي. كما لفت الناطق باسم الشؤون الدينية، إلى أن الأئمة لم يغفلوا تحذير جموع المصلين وعموم المسلمين من مغبة الانجرار وراء أحداث العنف والهمجية تحت ذريعة الرد على مثل هذه الإساءات، على حد وصفه. وكشف المتحدث في السياق ذاته، أن العلماء المشاركين منذ أول أمس في أشغال الدورة العشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بوهران، قد أعربوا على هامش الملتقى عن استنكارهم الكبير للحادثة، داعين أبناء الأمة إلى التعامل مع هذه المسائل بحكمة وتبصّر، على حد وصفه، من خلال الأساليب الحضارية حتى لا تستغل ردود الأفعال الغاضبة من طرفنا، لتسويق المسلمين في صورة الشعوب الهمجية، وبذلك تنقلب القضية ضدهم، مثلما أوضح المصدر.