تعيش عديد المؤسسات التربوية بولاية أم البواڤي هذه الأيام ومنذ الدخول المدرسي الحالي على فوهة بركان حيث لا تنطفئ نار احتجاج إلا وتندلع أخرى لأسباب تباينت بين ثانويات تعاني الاكتظاظ بقاعات التدريس، وتلاميذ شنوا رحلات بحث عن أسمائهم فحرموا من مقاعد بيداغوجية، وتلاميذ أرهقت كاهلهم ظروف التمدرس الصعبة، وآخرين اعتبروا تغييرهم الى ملحقات بعيدة عن مقر سكناهم فيه من الغلط الكثير، إضافة الى تلاميذ مفصولين طالبوا بإعادتهم. فوضى عارمة وتسيب كبير سجلته مصادرنا على غرار ما عاشته ثانوية فرحاتي احميدة بعاصمة الولاية خلال اليومين الماضيين حيث أقدم تلاميذها على تنظيم وقفة احتجاجية مطالبين بملعب لائق للتلاميذ، وكذا تلاميذ ابتدائية «غديري عبد القادر» الذين امتنعوا عن الالتحاق بمدارسهم لأيام متتالية احتجاجا منهم على تحويل بعض الحجرات الخاصة بتلاميذ قسم الثانية والثالثة ابتدائي بمؤسستهم التعليمية لملحقة تابعة لثانوية فرحاتي حميدة، بسبب الاكتظاظ الكبير الذي تعانيه هذه الأخيرة، وتحويلهم الى مؤسسات بعيدة عن مقر سكناهم. وفي السياق ذاته وبابتدائية «سلوم عمار» بدوار الهزبري ببلدية عين فكرون سلك تلاميذ المدرسة المذكورة نفس طريق سابقيهم حيث تركوا أماكنهم شاغرة بقاعات الدراسة، مرجعين غيابهم الى عديد النقائص التي تتخبط فيها مدرستهم منذ سنوات والتي لم يتم تداركها وتتعلق أساسا بعدم توفرها على أبسط شروط مزاولة الدراسة وفي أجواء عادية، منها غياب المراحيض وعدم وجود سياج يحمي الابتدائية من الدخلاء، ناهيك عن التصدعات التي تعاني منها أسقف القاعات والتي تهدد حياتهم خاصة ونحن مقبلون على فصل الشتاء وما تعرفه من تساقط للأمطارالطوفانية التي تؤدي في أسوأ الظروف الى انهيار المباني والأسقف على رؤوس التلاميذ. إن كان غياب هؤلاء عن المدرسة بمحض ارادتهم فإن تلاميذ منطقة أولاد زايد أجبرتهم ظروف المعيشة على عدم الالتحاق بمقاعد الدراسة بعد رفع الناقلون الخواص بهذه المنطقة تسعيرة النقل وهو ما رفضه أولياؤهم جملة وتفصيلا، لاسيما أنها لا تتماشى وإمكانياتهم المادية المحدودة وهو رما حال دون مزاولة العشرات منهم لدراستهم بشكل عادي. وفي سياق متصل ناشد عشرات المفصولين من المؤسسات التربوية بمدينة أم البواڤي القائمين على مديرية التربية بالولاية بإعادة النظر في ملفاتهم وإعادة إدماجهم في مؤسساتهم التربوية حيث أقدموا على تنظيم وقفة احتجاجية أمام ثانوية «بوخروبة أحمد» مطالبين بإنصافهم على حد تعبيرهم مثلهم مثل باقي التلاميذ الذين استفادوا من هذه الإجراءات. ومن جهة أخرى فإن عدوى الاحتجاج انتقلت الى خريجي الجامعات وأصحاب الشهادات العليا حيث كان لهم نصيب من الاحتجاج على ما سموه التهميش والبيروقراطية، حيث نظموا صباح أمس الأول اعتصاما أمام مقر بلدية الحرملية بذات الولاية، ما تسبب في إغلاق مقرها أمام قاصديها رغبة منهم في لفت انتباه السلطات المحلية ومطالبتهم بالنظر في انشغالاتهم المتعلقة بمستقبلهم المهني، رافعين لافتات كتبت عليها شعارات يطالبون فيها بمناصب عمل قارة. حيث لم يشفع لرئيس الدائرة تدخله ومحاولة تهدئته المعنيين الذين أصروا على مقابلة المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للولاية شخصيا لطرح انشغالهم عليه، معتبرين أنفسهم ضحايا المحسوبية على حد تعبير الكثير منهم، وهم يلتمسون من والي الولاية أخذ مطالبهم بعين الاعتبار. وبين هذا وذاك، يتفق الجميع على أن أسوأ بداية عرفتها الولاية لموسم دراسي بعد بن بوزيد، أقل ما يقال عنه أنه كارثي، ومليء بالكثير من القنابل الموقوتة التي تنتظر فكها من طرف الوزير الجديد بابا أحمد.