إعتبر السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غير جاد في إحداث التغيير السياسي عن طريق الإصلاحات التي دعا إلى تجسيدها في خطابه إلى الجزائريين قبل نحو شهر، مؤكدا أن حزبه يرفض المشاركة طمسخرة سياسية".وقال طابو في تصريح له الأحد، إن جبهة القوى الإشتراكية، التي تعتبر أقدم الاحزاب الجزائرية "يرفض المشاركة في مسعى الإصلاحات السياسية، وإننا ننتظر أفعالا ملموسة نحو التغيير من أجل إعادة الثقة في السلطة وفي الدولة وليس الترقيع".وأوضح طابو أن نظام الرئيس "يتحدث اليوم عن الإنفتاح إلا أنه يتم غلق جميع الأبواب، وإن ما تم اقتراحه يعد دليلا على أن أصحاب القرار ليست لديهم أي إرادة في التغيير نحو الديمقراطية". ورفض طابو إنشاء لجنة الحوار مع الأحزاب حول الإصلاحات التي أنشاها بوتفليقة وعين على رأسها عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، مؤكدا أن الجبهة "لا تعتبر نفسها من زبائن السلطة وهي ترفض المشاركة في مسخرة سياسية".وقال "إن تقليص تطلعات الجزائريين للتغيير والديمقراطية في لجنة إصلاحات يعد نوعا من احتقار الشعب ومن أكبر أشكال العنف ضد هذا الشعب"، مذكرا بأن لجانا سبق إنشاؤها كلجنة إصلاح الدولة ولجنة التحقيق في اغتيال الرئيس السابق محمد بوضياف ولجنة التحقيق في نتائج الإنتخابات التشريعية عام 1997 التي شابها حسب المعارضة تزوير كبير "إلا أن نتائجها لم تر النور أبدا".وأكد أن جبهة القوى الإشتراكية "يعد أفضل طريقة للتخلص من مشكل وليس لتسويته". واعتبر طابو أنه "لا توجد اليوم أي نية للتغيير لا بالأفعال ولا بالخطابات ولا حتى في التوجهات وإن استعمال العنف ضد المتظاهرين أمر كاف لفهم هذا الأمر" في إشارة إلى المسيرات التي نظمتها المعارضة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة والتي منعتها الحكومة بقوة.ورفض طابو "الإنجرار نحو العنف" داعيا إلى انتخاب مجلس تأسيسي يضم كل القوى الحية في البلاد "ينتخب بحرية" ضمن الإصلاحات السياسية، معتبرا "التغيير لا مناص منه".وقال"إن الأولوية بالنسبة للجزائر اليوم لا تكمن في مراجعة الدستور وإنما في التوجه نحو الديمقراطية من خلال إنشاء مؤسسات ديمقراطية تتمكن من إعادة الثقة بين الجزائريين والدولة ومؤسساتها".