تتميز العقيدة الإسلامية بأنها توقيفية فلا تجاوز فيها للنصوص المثبتة لها كما إنها عقيدة مبرهنة تقوم على الحجة والدليل، ولا تكتفي في تقرير قضاياها بالخبر المؤكد والإلزام الصارم، بل تحترم العقول والمبادئ التي يقوم عليها الدين كله ذلك أنها لا تثبت في جميع جزئياتها وكلياتها إلا بدليل من الكتاب أو السنة. بل إن أتباعها منهيون عن الخوض في مسائلها إلا عن علم وبرهان قال تعالى (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)) وقال ((وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون)) كما أن القرآن الكريم حين يدعو الناس إلى الإيمان بمفردات العقيدة يقيم على ذلك الأدلة الواضحة من آيات الأنفس والآفاق، فلا يدعوهم إلى التقليد الأعمى أو الاتباع على غير هدى، بل إنه يأمرهم أن يطلبوا البرهان والدليل قال تعالى ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) ويترتب على البرهنة والتوفيقية ما يلي: 1-تحديد مصادر العقيدة بالكتاب والسنة. 2- الالتزام بألفاظ الكتاب والسنة المعّبر بها عن الحقائق العقدية. 3- استعمال تلك الألفاظ فيما سيقت لأجله. 4- عدم تحميل تلك الألفاظ ما لا تحتمل من المعاني. 5- السكوت عن ما سكت عنه الكتاب والسنة وذلك بتفويض علمه إلى الله تعالى. 6- أن نقدم دلالة الكتاب والسنة على ما سواهما من عقل أو حس أو ذوق أو غير ذلك من وسائل المعرفة. ومن أمثلة الدلائل التي ساقها الله عز وجل في القرآن الكريم القائمة على البراهين ما يلي: 1- الدليل العقلي قال تعالى (( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون)) 2-الدليل من الأنفس قال تعالى (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون)) 3-الدليل من الآفاق قال تعالى (( مرج البحر ين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان))