كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ. وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ . وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ. وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ إنه مشهد الاحتضار ، يواجههم به النص القرآني كأنه حاضر ..( كلا إذا بلغت التراقي ) .. وحين تبلغ الروح التراقي يكون النزع الأخير ، وتكون السكرات المذهلة ، ويكون الكرب الذي تزوغ منه الأبصار .. ويتلفت الحاضرون حول المحتضر يتلمسون حيلة أو وسيلة لاستنقاذ الروح المكروب : ( وقيل : من راق ؟ ) لعل رقية تفيد ! .. وتلوى المكروب من السكرات والنزع .. ( والتفت الساق بالساق ) .. وبطلت كل حيلة ، وعجزت كل وسيلة ، وتبين الطريق الوحيد الذي يساق إليه كل حي في نهاية المطاف : ( إلى ربك يومئذ المساق ).. إن المشهد ليكاد يتحرك وينطق . وكل آية ترسم حركة . وكل فقرة تخرج لمحة . وحالة الاحتضار ترتسم ويرتسم معها الجزع والحيرة واللهفة ومواجهة الحقيقة القاسية المريرة ، التي لا دافع لها ولا راد .. ثم تظهر النهاية التي لا مفر منها .. ( إلى ربك يومئذ المساق).