نظّم ، طلبة المدرسة الوطنية العليا للصحافة تحت إشراف الأستاذ خالد لعلاوي ومدير المدرسة إبراهيم إبراهيمي، ندوة نقاش حول الأغنية الأمازيغية في الجزائر، تحت عنوان "الأغنية القبائلية تاريخ وتحدي" تطرق فيها الطاقم المنشط كهينة سيلم، دليلة كساي، والباحث في التراث الثقافي منشط إذاعة البهجة، بوجمعة كمال إلى عديد نواحي الموسيقى القبائلية، فليست الأغنية القبائلية هي أغنية إيقاع ورقص فقط بل هي متنوعة، تطرقت إلى جميع نواحي الحياة بتعقيداتها الاجتماعية والفلسفية، وقد حضر هذه الندوة ضيوف شرف مثل الشيخ الحسناوي أمشطوح أي الصغير وفرقته،والفنانة جيدة، وعدد من المخرجين ورؤساء الجمعيات، وقد تطرق الحاضرون إلى بداية الأغنية القبائلية فتحدثوا عن أشويق وهو الاستخبار وتفوغارين أو غناء المدح فأشويق هو المتنفس لآلام المرأة القبائلية وهو صوت الباطن الذي يحكي المعاناة اليومية والحالة الوجدانية والمرتبطة بالنشاط الفلاحي الحصاد مثلا، وقسوة الظروف الطبيعية، وقد قدمت أمثلة مسجلة بالصوت والصورة عن أشويق بصوت الفنانة حنيفة. أما "تفوغارين" فهي أولى الأغنيات من دون موسيقى، كما أن هناك نوع آخر "لأشويق يسمى "أحيحا" وهو "أشويق" غرامي تغنيه المرأة في الأعراس، أو حين ذهابها إلى "تالة" العين لجلب الماء، وقد أصبح فيما بعد الرجال يمارسون "أشويق" بكلمات خاصة، أما عن كرونولوجيا التطور في الموسيقى والأغاني القبائلية فبدأت حسب المتحدثين من أشويق والمدائح الدينية مرورا مع العديد من المغنين مثل أعراب أزقارن، وطرأت بعد ذلك تغيرات أحدثها شريف خدام الذي تأثر بالموسيقى الروك وإيدير المسمى شرياط حميد الذي تأثر بالموسيقى الغربية، وقد استطاع ايدير من خلال "أبابا ينوفا" لكاتب الكلمات محمد لوبن، أن يوصل الهوية الثقافية الأمازيغية للعالم، فغنيت بالصينية واليبانية والتركية سنة 1974، كما أن هناك مغنين وشعراء أمثال آيت منقلات امتازوا بالنزعة الفلسفية، وفرحات أمازيغن أمولا ومعطوب الوناس الذي كان يستخدم قاموسه من الأمثال ويعتمد العاطفة، وقد تحدث بوجمعة كمال عن الثورة الغنائية التي حدثت بظهور المسجلات، ومن بين الفنانات نذكر منهن حنيفة التي هاجرت سنة 1956 ، وغنت للهجرة شريفة، الجيدة الكبيرة والمرحومة الزهرة وأول امرأة تم مرورها في الإذاعة بالجزائر كانت سنة 1924، هي السيدة ونيسة من أقبو. والجدير بالذكر أن مثل هذه اللقاءات الفكرية والثقافية التي ينظمها الطلبة تجعل الجامعة والمدرسة الوطنية العليا للصحافة في الواجهة لمتابعة ما حدث وما يحدث في المجتمع. عدة خليل