يتجه الإسلاميون في الجزائر، نحو مزيد من التشتت في خضم الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ انطلاق حراك 22 فيفري الماضي، في ظل الانقسام المسجل بين قادة هذه الأحزاب حيال لجنة ” الوساطة ” وعودة جدل اللقاءات السرية إلى الواجهة مجددا والتي سبق وأن قسمت ظهر التيار الإسلامي، حيث فجر رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة ” قنبلة من العيار الثقيل “، كاشفا أن ” بعض الأحزاب السياسية عقدت لقاءات سرية مع الهيئة داخل بيوتها “. هذا التباين في الرؤي، برز في مواقف الأحزاب من لجنة كريم يونس، فمثلا حركة مجتمع السلم بقيادة عبد الرزاق مقري، أعلنت رفضها استقبال لجنة الوساطة والحوار التي اشرت لقاءاتها مع الطبقة السياسية لبحث سبل الخروج من الأزمة التي تتخبط فيها البلاد منذ سبعة أشهر تقريبا، وقالت في بيان لها إنها ” تلقت رسالة من منسق لجنة الوساطة والحوار، كريم يونس، للاتفاق على موعد لعقد لقاء لكنها اعتذرت عن ذلك “، ونفت عقدها أي لقاء مع كريم يونس لا في إطار رسمي أو غير ذلك، كرد منها على تصريحات رئيس حركة البناء الوطني، وكان رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، قد وجه في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الجامعة الصيفية أمس الأول، انتقادات لاذعة للقاءات التي تجريها لجنة الحوار، وقال إن ” النظام يرفض اليد الممدودة التي تُقدمها الأحزاب السياسية ويريد فرض سياسية الأمر الواقع “، وذكر مقري: ” نحن مع حوار سيد وجاد للذهاب إلى انتقال ديمقراطي وليس حوار مفروض بالقوة والإبتزاز، وأضاف أنه “من يبحث عن التوافق فمرحبا به وسنكون خداما له، ومن يريد غير ذلك فنحن جاهزون للمنافسة في الانتخابات الرئاسية القادمة “. وسار رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله على خطى مقري، واتهم اللجنة بمحاولة إضعاف الحراك، وقال إنها لا تمثل الحل لأن لها صلاحيات معالجة نقطتين فقط وهما الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية في حين أن مطالب الشعب تعدت ذلك بكثير. ومن جهة أخرى تخندق رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة في صف الداعمين للجنة الوساطة ويرى هذا الأخير أن ” مسار الحوار الذي تقوده اللجنة كأحد مراحل الخروج من الأزمة خاصة إذا تم الالتزام بموضوع الحوار وآجاله ووجهته التي مدارها العودة إلى الشرعية الشعبية، وأعلن في ندوة صحفية عقدها عقب لقاءه بهيئة الوساطة والحوار، رفضه إجراء ندوة وطنية للحوار، مؤكدا أن التحاور مع هيئة الوساطة يكفي. وأعاد بن قرينة، الحديث عن عقد لقاءات سرية مع هيئة الوساطة والحوار إلى الواجهة مجددا، حيث كشف أن ” بعض الأحزاب السياسية عقدت لقاءات سرية مع هيئة الوساطة والحوار داخل بيوتهم"، مشيرا أن الحركة تعرف كل الأحزاب ولكنها لن تفشي أسماءها “، وهو الأمر الذي سارعت إلى نفيه حمس وأيضا رئيس لجنة الحوار كريم يونس، وشدد، أمس، عقب لقائه مع رئيس حزب اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية نور الدين بحبوح، أن هيئته لم تعقد أي اجتماع سري مع الأحزاب السياسية، مكذبا بذلك تصريحات رئيس حركة البناء الوطني التي أكد خلالها أن أحزابا ترفض كل مساعي الحوار بالمقابل تلتقي لجنة كريم يونس سرا.