يودع الجزائريون، الأربعاء، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، الذي توفي فجر أمس الأول، عن عمر ناهز 80 سنة إثر سكتة قلبية ببيته العائلي، والذي سيوارى جثمانه الثرى ظهر اليوم بمربع الشهداء في مقبرة العالية، بعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه بقصر الشعب. ومن المنتظر أن يُنقل جثمان الفريق أحمد قايد صالح من المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة إلى قصر الشعب، اليوم في حدود الساعة الثامنة صباحا، لتمكين المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه. وشهد محيط قصر الشعب، حضورا مكثفا لمواطنين جاؤوا من ولايات مختلفة لحضور جنازته، حيث لم تمنعهم المسافات الطويلة والتعب، من المجيء لتوديع قائد أركان الجيش، غير أنهم تفاجؤوا بتأجيل مراسم إلقاء النظرة الأخيرة عليه إلى اليوم الأربعاء. المشهد ذاته عرفه مستشفى عين النعجة العسكري، حيث سُمح لكبار قيادات الجيش وقادة النواحي العسكرية وكبار رجال الدولة وقادة أحزاب سياسية برؤية جثمانه للمرة الأخيرة. جثمان الفريق أحمد قايد صالح سينقل من قصر الشعب إلى وسط العاصمة، ثم إلى مربع الشهداء بمقبرة العالية، حيث دفن كبار الشخصيات التاريخية والسياسية والعسكرية ورؤساء الجزائر السابقين ورموز الثورة التحريرية. و يتوقع أن تعرف جنازة قايد صالح، حضورا كبيرا للشخصيات والمواطنين، بالنظر إلى التعاطف الكبير والحزن الذي ألم بالجزائريين منذ الإعلان عن وفاته صباح أمس الأول، حيث نصبوا عبر مختلف ولايات الجمهورية خيم العزاء وأقاموا تأبينيات مفتوحة على الفقيد قائد أركان الجيش، بينما اتفق قطاع عريض من الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي على فقدانهم للرجل الذي حقن دماء الجزائريين في فترة عصيبة شهدتها البلاد منذ 22 فيفري الماضي، كما أقر عدد كبير من نشطاء الحراك الشعبي وقادة أحزاب سياسية موالية ومعارضة بهذا الموقف، إذ منع حدوث أية توترات في الشارع والتزم بعدم سقوط قطرة دم واحدة في البلاد. وسينقل النعش على متن عربة عسكرية مغطاة بالعلم الوطني مثلما حدث في الجنائز الرسمية التي شهدتها البلاد في وقت سابق لكبار المسؤولين في الدولة، وسيسير الموكب الجنائزي منتصف النهار نحو مقبرة العالية مرورا بالشوارع الرئيسية للعاصمة من بينها ديدوش مراد، ليدفن بعدها الفقيد في مربع الشهداء بمقبرة العالية بعد صلاة الظهر، حيث سيكون رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وكبار المسؤولين بالدولة في وداعه. ومن المرتقب أن تشهد الجنازة إجراءات أمنية مشددة وحضورا أمنيا مكثفا لتنظيم تنقل الموكب الجنائزي من المستشفى العسكري بعين النعجة إلى قصر الشعب ومن ثم إلى مقبرة العالية. وبادر مواطنون، من مختلف الولايات بتخصيص حافلات لنقل مئات المواطنين الراغبين في حضور تشييع الجنازة لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد كما أعلن مواطنون قاطنون بالعاصمة فتح منازلهم أمام القادمين من مختلف الولايات. ونوه العديد من المواطنين أمس بمناقب المجاهد الراحل الفريق أحمد قايد صالح وبدوره في إيصال البلاد الى بر الأمان من خلال وقوفه مع الحل الدستوري في الأزمة السياسية التي مرت بها البلاد. وعلى هامش توقيع جمع غفير من المواطنين على سجل التعازي الذي وضعته وزارة الدفاع الوطني تحت تصرفهم بجناحها في الطبعة ال28 لمعرض الإنتاج الوطني بقصر المعارض بالصنوبر البحري (الجزائر العاصمة)، أفاد العديد من المواطنين ، بأن الراحل قايد صالح لعب دورا أساسيا في الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وتلبية” مطالب الشعب الجزائري من خلال تغليبه للحل الدستوري في مواجهة الأزمة السياسية التي أفضت الى تنظيم انتخابات رئاسية. وعرف مركز الإعلام الإقليمي الشهيد “محمد ماضي” بالبليدة وكذا بالجلفة الذين تم على مستواهما فتح سجل التعازي في وفاة المرحوم الفريق أحمد قايد صالح، توافدا “جد كبيرا” للمواطنين الذين بدت عليهم ملامح التأثر والحزن لفقدان أبرز أعمدة الجزائر. وبعنابة بادر مجموعة من سكان المدينة أمس إلى نصب خيمة عملاقة بساحة الثورة وسط المدينة وفتح سجل لتقي تعازي المواطنين إثر رحيل المجاهد الفريق أحمد قايد صالح و مواساة عائلته وذويه في هذا المصاب الجلل كما لوحظ. الوزير الأول بالنيابة، صابري بوقدوم : ” الفقيد قايد صالح أحد قامات ورجالات الجزائر” وصف الوزير الأول بالنيابة، صابري بوقدوم، الفقيد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي وافته المنية يوم الاثنين إثر سكتة قلبية، بأحد “قامات ورجالات الجزائر الشامخة الذين عاهدوا ووفوا”. وفي رسالة تعزية الى عائلة الفقيد قال بوقدوم :”لقد تلقيت بكل حزن وأسى، نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى، المجاهد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أحد قامات ورجالات الجزائر الشامخة، الذين عاهدوا ووفوا، فصانوا الأمانة وحفظوا الوديعة، وساروا على درب الشهداء والصالحين، فحفظهم الشعب الجزائري في وجدانه، وكانوا مدعاة للفخر والاعتزاز بوطنيتهم وإخلاصهم، وسيبقى ذكره خالدا بين الأجيال”. وأضاف :”وأمام هذا المصاب الجلل، الذي أصابنا جميعا، لا يسعني إلا أن اتضرع للمولى عز وجل بأن يخفف علينا جميعا ألم الفاجعة، وأن يلهمكم، وذويكم جميل الصبر والسلوان، ويتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويجعل قبره روضة من رياض الجنان”. كما تقدم بوقدوم باسمه وباسم الحكومة ، بهذه المناسبة الاليمة بأخلص التعازي وصادق المواساة في رسالة بعث بها إلى اللواء سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة ومن خلاله الى مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد روح الفقيد برحمته الواسعة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويسكنه فسيح جناته. واكد في هذا السياق:” تلقينا والشعب الجزائري نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى، المجاهد الفريق أحمد قايد صالح الذي حفظ الأمانة ووفى بالعهد في أحلك الفترات التي اجتازتها بلادنا، فأرادت مشيئة المولى وقدره أن يودع الحياة الدنيا ويلتحق ببارئه”. مدير الأمن الوطني يشيد بحنكة الفقيد قايد صالح أشاد المدير العام للأمن الوطني، خليفة أونيسي، أمس الثلاثاء، بحنكة الفقيد الفريق قايد صالح، في الحفاظ على أمن و استقرار الجزائر و بتعامله الحكيم مع الظرف الذي عاشته البلاد إلى غاية اخراجها الى بر الأمان. وقال أونيسي في برقية تعزية “تلقيت ببالغ الأسى والحزن فاجعة وفاة المجاهد نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح”، مشيدا بمواقفه الثابتة التي “أتت بثمار وبوادر الانفراج والخروج من مرحلة تاريخية صعبة عرفتها البلاد”. واسترسل مؤكدا أن فضل الحفاظ على نعمة الاستقرار والأمن “تعود إلى حنكة القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وعلى رأسها المرحوم، في المرافقة والتعامل الحكيم لهذا الظرف، تعامل أخرج البلاد إلى بر الأمان كما وعد وهذا ما أضاف صفحة تاريخية جديدة في سجل الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير المجيد”. وأضاف قائلا “وبهذه المناسبة الأليمة، أتقدم أصالة عن نفسي، ونيابة عن كافة منتسبي الأمن الوطني بخالص التعازي وصادق المواساة”، معربا في هذه المحنة عن “بالغ التعاطف والتضامن مع أسرة الفقيد وقيادة وأفراد الجيش الوطني الشعبي”. وزير الداخلية بالنيابة، كمال بلجود : “الجزائر تفقد في وفاة قايد صالح قامة وطنية شامخة” أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بالنيابة، كمال بلجود أمس الثلاثاء أن الجزائر فقدت بوفاة الفريق احمد قايد صالح، قامة وطنية “شامخة جسدت بمواقفها وتضحياتها جملة قيم وفضائل”. وكتب بلجود في رسالة تعزية بعث بها الى عائلة الفقيد :” لقد المني كثيرا وفاة المجاهد الفريق أحمد قايد صالح رحمه الله الذي وافته المنية بعد حياة مليئة بذل فيها الغالي والنفيس من اجل الجزائر وعزتها”، مؤكدا “إننا نفتقد اليوم قامة وطنية شامخة جسدت بمواقفها وتضحياتها جملة قيم وفضائل كان هدفه الاسمى الاداء الوطني الجامع والالتزام القومي الساطع والسلوك الاخلاقي الرفيع والرؤية السياسية الثاقبة والشجاعة النضالية الواضحة”. و اثر هذه الفاجعة، أعرب وزير الداخلية بالنيابة باسمه الخاص ونيابة عن اطارات وموظفي الجماعات المحلية والمنتخبين المحليين عن تعازيه الاخوية الصادقة سائلا المولى عز وجل ان “يكلأ الفقيد بالغفران ويكرم وفادته بالجنان ويلهم جميع افراد الاسرة الكريمة جميل الصبر والسلوان”. الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي : “الجزائر فقدت أحد أبنائها الأبرار المخلصين لمبادئها” أكد الامين العام المنتخب لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في كلمة له عقب تجديد الثقة في شخصه، أمس الثلاثاء، ان الجزائر فقدت أمس قامة من قامات ابنائها الابرار والاوفياء والمخلصين لمبادئها بعد وفاة الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي. وفي كلمة القاها امام المشاركين في المؤتمر ال15 لجبهة البوليساريو بتيفاريتي، عقب الاعلان عن نتائج اعادة انتخابه بالاغلبية المطلقة كأمين عام للجبهة الشعبية للساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، أشاد غالي بمناقب فقيد الجزائر، مبرزا ان الراحل “قضى حياته في خدمة الوطن والشعب الجزائري الى ان اتاه الاجل وهو يكافح ويكابد عن امن وكرامة واستقرار الشعب الجزائري والدولة الجزائرية”. وابى غالي رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الا ان يشاطر الشعب الجزائري والدولة بكل مؤسساتها والجيش بصفة خاصة احزانها في فقدان هذا “الرجل الفذ الذي عرفه المناضلون الصحراويون منذ 1975 “. وأضاف : “لم يبخل بالعطاء نصرة لقضايا التحرر، وانطلاقا من قناعته بالقضية الصحراوية وبعدالتها ووفاء لمبادئ ثورة نوفمبر التحريرية وتطبيقا للشرعية الدولية، بقيت مواقفه منسجمة الى ان وافته المنية”. الرئيس الاول للمحكمة العليا،عبد الرشيد طبي : الفقيد الفريق قايد صالح وهب نفسه لخدمة الوطن أكد الرئيس الاول للمحكمة العليا،عبد الرشيد طبي، أمس الثلاثاء، أن الفريق أحمد قايد صالح، الذي انتقل الى جوار ربه يوم الأثنين اثر سكتة قلبية، “شخصية وطنية وهبت نفسها لخدمة الوطن منذ الثورة التحريرية المباركة”. وجاء في رسالة تعزية بعث بها طبي الى عائلة الفقيد: “بقلوب راضية بقضاء الله و قدره، تلقينا ببالغ الحزن و الأسى نبأ وفاة المغفور له بإذن الله نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني، المجاهد الفريق أحمد قايد صالح”، مؤكدا أن هذا الاخير كان “الشخصية الوطنية التي وهبت نفسها لخدمة الوطن منذ الثورة التحريرية المباركة وصولا إلى مرحلة البناء و التشييد و إرساء معالم الجمهورية الجديدة بكل حكمة و تبصر طيلة الفترة العصيبة التي اجتازتها بلادنا و مرافقته للحراك الشعبي المبارك حفاظا على دماء الجزائريين”. و بهذه المناسبة الأليمة، تقدم الرئيس الأول للمحكمة العليا و كافة القضاة و الموظفين “بخالص العزاء و أصدق المواساة إلى عائلة المرحوم و ذويه و الى الجيش الشعبي الوطني و إلى الشعب الجزائري كافة”، متضرعين إلى المولى عز و جل “أن يتغمده بواسع رحمته و يسكنه فسيح جنانه و يبلغه منازل الشهداء و الصديقين و حسن أولئك رفيقا”. كما تقدمت رئيسة مجلس الدولة، فريدة بن يحيى باسمها ونيابة عن قضاة واطارات وموظفي المجلس بأخلص عبارات التعازي الى عائلة الفقيد والى مؤسسة الجيش الوطني الشعبي.