لاحظوا المفارقات العجيبة التي تحصل، بينما يقدم رجال اعمال وجمعيات خيرية تبرعات سخية لفتح مستشفى عين الدفلى، تأتي جهات مدسوسة لتنسب الفضل إلى ربراب وحده، وبينما تقدم جمعية العلماء تبرعات سخية أيضا لمرضى كورونا بالبليدة، رغم امكانيات الجمعية البسيطة، يبقى الهلال الأحمر الجزائري يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه، وبينما تتحرك الأحزاب والحركات الاسلامية ميدانيا، فتقوم كوادرها بحملات تحسيسية وتقدم ما أمكنها من مساعدات للفقراء، تختفي الأحزاب العلمانية التي تصدرت الحراك، ولا نجد لها اثرا، وبينما ينزل وزير التجارة المتهم بأنه إسلامي، الى الميدان مشرفا ومساهما في حملات التدخل والمراقبة، يبقى وزراء الرقص الشرقي في مكاتبهم المكيفة، في شبه عطلة مدفوعة الأجر بحجة الحجر الصحي. هذا يعني : أن تجار الأزمات هم من يسرقون مجهودات وتضحات الشرفاء دائما في النهاية وينسبونها إليهم، على طريقة وشاكلة اختطاف الثورات، واختطاف الحراك واختراقه. كما يعني أن القوى الاندماجية والتغريبية، منذ زمن الاستعمار، ليس لها هدف الا التخريب، بينما القوى الحية الوطنية والاسلامية هي من تدفع وحدها ضريبة الدم والجهد والجهاد، كلما دعا نداء الواجب كانوا في الصفوف الأولى، وهو ما يستمر دائما في مختلف الحقب والأزمان، إلى غاية يومنا هذا ونحن نواجه جائحة الكورونا.. فاعتبروا.