فرضت جائحة كورونا، منذ إطلالة العام الوافد 2020، واقعا جديدا على كامل الكرة الأرضية وأصبحت البشرية كلها جراء هجمة هذا الفيروس الشرس تعيش عولمة الخوف المشترك والشامل. الكتاب والفنانون والتشكيليون يحيون الوضع ويعايشون ظروف الحجر والتباعد الاجتماعي بحساسية مفرطة. دوخ عبد الغني واحد من هؤلاء المبدعين يعيشون الوضع بفاعلية. وفي حديثه للجزائر الجديدة ضمن يوميات فنان مع الحجر الصحي عبر عن أفكاره ورؤيته للوضع بنبرة فيها تفاؤل ورؤية مستقبلية. يحاول عبد الغني وهو فنان تشكيلي وخطاط وخزفي التأقلم مع الوضع وهو الثري من حيث تجربته الابداعية وعديد مشاركاته داخل وخارج الوطن في تركيا، المدينةالمنورة، الهند وإيطاليا، تونس، دبي والشارقة بالامارات العربية المتحدة، وتحصل على عديدالجوائز والتنويهات. يرى دوخ في بداية حديثه أنه بصورة عامة كل فنان له ظروفه الخاصة والتي على ضوئها ينظم حياته الفنية حسب احتياجاته المادية والمعنوية، فالصنف الأول يمارس الفن كهواية للترويح عن النفس ويغذي الجانب الروحي والنفسي لاختزال الطاقة السلبية، أما الصنف الثاني يمارس العمل الفني كمصدر رزق ليعيل نفسه وأهله فهذا يجد نفسه مجبر على العمل في كل الأحوال ليوفر قوته، وبما أن فيروس كورونا كوفي 12 مس كل شرائح المجتمع فنجد هناك تفاوت في الانعكاسات السلبية على الفرد والمجتمع. وفي هذه الظروف الصعبة والخاصة المتمثلة في الحجر الصحي المجبرين على القيام والإلتزام به من اجل سلامتنا وسلامة الجميع، فأنا أجد نفسي من الصنف الأول بما أنني متقاعد أمارس مختلف هواياتي بين الرسم والخط إلى الزخرفة والخزف بشيء من الراحة وبدون ضغط زائد ومنظما نفسي حسب إمكانياتي. وأصدقك القول أن العمل في مثل هكذا ظروف ليس كغيره من الأيام العادية إن الجانب النفسي عامل أساسي في التعامل مع الفن بكل أنواعه. فأجد نفسي أتأرجح بين نوع وآخر لكي لا يتمكن مني الملل، ففي الجانب التطبيقي فتارة انا في الخط مع المشق وتارة مع الزخرفة وتصميم وحدات جديدة لتوظيفها في الأعمال الزخرفية أو الخزفية مستقبلا. أما في الجانب المعلوماتية فكانت لي الفرصة مواتية لأعكف على تنظيم وتصنيف الملفات المتبعثرة والمتكررة في الأقراص الصلبة وحذف الغير مناسب منها، إلى جانب متابعة الوضعية في الفضاء الأزرق للترويح والتواصل. ويمكن القول أن في الحجر الصحي العمل الفني لا يتعطل كليا، فالجانب التجاري منه فبكل تأكيد يبقى ويستمر. أما الشق الإبداعي فيفتر قليلا ويبقى هناك حد أدنى يساير به الفنان الوضع. فيمكن العكوف على البحث وتطوير أفكار جديدة في الجانب الفني والتقني وكذا مطالعة المراجع والمصادر ورفع الغبار عنها. والتي أنا على يقين أنها كثيرة ومتنوعة ولم يجد الوقت للاطلاع عليها لانشغاله وضيق وقته. وفيما يخص هذا الوقت الذي يعتبره البعض ضائع ويجب استدراكه فأرى انه لا توجد وصفة سحرية لذلك إلا العمل بجد والتوكل على الله. والله يعوض ما فات ما دام هذا العمل فيما يرضيه. وفيما يخص المسابقات التي تجرى على النت لا يمكن القول أنها مفيدة أم لا، إلا أنها جاءت كبديل يمكن التواصل به وعدم إغلاق مجال الإبداع وكونها ستكون بشكل مسابقة ففيها وعليها دون الخوض في التفاصيل. وفي النهاية يجب التأكيد على جانب مهم بصفتنا مسلمين هو الإلحاح في الدعاء والتضرع إلى الله لكي يرفع عنا هذا الوباء والبلاء في أقرب الآجال. ورفع مستوى الوعي عندنا والالتزام بالإرشادات والنصائح الخاصة بالحجر والتي يعلمها الصغير قبل الكبير فهي الكفيلة بحمايتنا وخروجنا سالمين بحول الله. الفنان دوخ عبد الغني فنان تشكيلي وخطاط وخزفي من مواليد 08 جويلية 1963 بالمدية تابع تكوينه في المعهد التكنولوجيللتربية بالمدية، وتخرج على رأس الدفعة كأستاذ في مادة التربية التشكيلية عام 1986. بدأ التدريس في نفس المعهد كأستاذ للرسم والتصوير والفنون الجرافيكي أما بداية مسيرته في فن الخزف كان في ورشة الفنان علي ولد رامول وله اهتمام بفن التصميم الجرافيكي، شارك في العديد من المعارض على المستوى الوطني والدولي. شارك دوخ في أكبر تجمع للفنانين للفنون الإسلامية بدبي 2000، ومتحف الشارقة للفنون التشكيلية 2005 وفي 2010 بالجزائر نال الجائزة الدولية الثانية مناصفة في الخط المعاصر، مع الفنان جمال بستان من المغرب، كما نال الجائزة الدولية التشجيعية للجنة التحكيم في الخط المعاصر 2012. شارك في كل المسابقات الدولية لفن المنمنمات والزخرفة الإسلامية منذ 2008 إلى 2014 التي تنظمها وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة ISESCO بالعاصمة، وفي 2011 بتلمسان نال الجائزة الدولية الثانية في الزخرفة في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. له حضور بارز في عدة دورات في المسابقة الدولية لفن الخط IRCECA بإسطنبول تركيا، شارك في المعرض الخاص بملتقى المدينةالمنورة للخط العربي المعاصر 2013 وعرض له عملان، وكما شارك في الملتقى الدولي بالشارقة بلوحتين حول تيمة التعارف 2014 وكذا تيمة النقطة في 2016، وشارك في تظاهرة جسور خطية في تو نس توأمة بين جمعية الراقم واتحاد الوطني للخطاطين التونسيين 2016، شارك في الصالون الدولي للصناعة والحرف بمدينة سوسةالتونسية 2016، وفي معرض لفن الخط العربي بمقاطعة جيبور في الهند طبعة 2018 و2020 وهو ن كلف بالكتابة الكوفية التي تزين معظم الواجهات ومتابعة في المصنع بإيطاليا.