الاهانة التي تعرض لها الرئيس اللبناني ميشيل عون، خلال زيارة ماكرون لبيروت، لا تقل وقعا عن الاهانة التي تعرض لها بشار الأسد، ن أحد الضباط الروس، عندما منعه قبل سنوات من السير الى جانب الرئيس بوتين في أحد القواعد الروسية بسوريا. ما أظهرته زيارة ماكرون الاستعراضية لبيروت الجريحة، يتكرر دائما مع الدول التي لا تملك سيادتها، وهي فريسة دائمة للمستعمر القديم والحديث، غير أن الطامة الكبرى، هي أن يتحول الشعب الى مرحب بالمستعمر القديم، يلتقيه بالأحضان، بينما لا يرى في منظومة الحكم الوطنية التابعة بدورها لنفس المستعمر، سوى أدوات بالية لا تستحق سوى اللعن. هذا يعني: أن كل الدول التي تعرضت للاستعمار الفرنسي تقريبا، لم تستكمل استقلالها، لأن طبيعة الاستعمار الفرنسي، كما كان في شكله استيطانيا خاصة في الجزائر، يقتضي أن يجعل من الدول المستعمرة تابعة لها للأبد، حتى بعد مغادرتها لتلك البلدان بجيوشها، والدليل أن ماكرون وجد بانتظاره عريضة من 36 ألف توقيع، يطالب فيها اللبنانيون الموقعون بعودة الانتداب الفرنسي الى لبنان. كما يعني أننا في الجزائر لسنا أفضل حالا على الاطلاق، وأن تبعيتنا لفرنسا لا تقل عن تبعية لبنان الصغير لها، ويكفي أن نفس أحضان المرأة لماكرون في بيروت كانت من قبل في شوارع الجزائر مع جرعة اضافية من دموع الغرام، أما قبلة ذاك الجزائري ليد هولاند فقد كانت إعلانا على بزوغ عصر جديد من الخماسة المتطوعين لمسح أحذية المستعمر القديم.