حققت أسعار البترول في أسواق النفط العالمية ارتفاعا، حيث قفزت أسعار خام برنت، إلى أعلى مستوياتها منذ مارس 2020، إذ دعمت أنباء عن لقاح واعد ثالث ضد فيروس كورونا الآمال في تعاف أسرع للطلب على النفط في العالم. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ب 0.9 بالمئة أو مايعادل 44 سنتا، إلى 48.30 دولار للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط ب 0.7 بالمئة أو ما يعادل 33 سنتًا، إلى 45.24 دولارًا.
ويأتي هذا الارتفاع في أعقاب الهجوم الذي تعرضت منشأة نفطية في المملكة العربية السعودية، بمدينة جدة، تابعة للعملاق أرامكو، وهي مدينة بعيدة على الحدود مع اليمن، التي استهدفت منها هذه المنشأة بصاروخ يعتقد أنه أطلق من طرف جماعة الحوثي، الموالية لإيران. وتعتبر هذه الضربة الثانية من نوعها، وتأتي بعد أشهر من تلك التي تعرضت منشأة أخرى كبيرة تابعة لأرامكو السعودية، في منطقة الظهران بشرق السعودية، وأدت إلى تراجع تصدير النفط السعودي بنسبة خمسين بالمائة، وهي الحادثة التي تبنتها جماعة الحوثي اليمنية أيضا. وجاءت هذه الضربة في أعقاب تسريبات صادرة عن الإدارة الأمريكية، باحتمال تعرض طهران لضربات عسكرية أمريكية ضد منشآتها النووية، قبل تسليم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الرئاسة للرئيس الفائز في الانتخابات الأمريكية، جو بايدن، المشعل في العشرين من جانفي المقبل. من جهة أخرى، قال ستيفن إنز كبير محللي الأسواق العالمية في شركة "أكسي" للخدمات المالية: " إن التقدم على صعيد تطوير وتوزيع لقاح يقلص المخاطر على المسار لتعود لطبيعتها بالنسبة لأسواق النفط"، وهو ما انعكس على أسعار البترول العالمية. كما ساهم الانتقال الرئاسي في الولاياتالمتحدة، والذي بدأ أخيراً، في توفير حالة من التأكد على الجبهة السياسية، الأمر الذي أنعش التوقعات بقرب تعافي الاقتصاد العالمي، الذي تضرر بالعديد من العوامل الخارجية، وعلى رأسها جائحة فيروس كورونا. ومن شأن هذا الارتفاع في أسعار النفط، أن يقلل من الضغط على ميزانية التي عانت هذا العام من عجز بقيمة عشرين مليار دولار، بسبب تراجع أسعار النفط، الأمر الذي أدى إلى تآكل احتياطي العملة الصعبة بشكل كبير في السنوات القليلة الأخيرة.