أكد العديد من الرجال الذين طرحت عليهم الجزائرالجديدة الموضوع أن الأمر مفصول فيه بالرفض الأكيد ،لأن المرأة الشرطية معرضة لكل المخاطر التي يمكن أن تحدث للمرأة في حياتها أولها التحرشات التي تتعرض لها معظم الشرطيات و بالخصوص اللواتي ينظمن المرور ، كونهن يقفن في الشارع طوال النهار و كل أعين المارة عليهن ، و في الكثير من الأحيان لا تحترم حتى بارتدائها البدلة الزرقاء كونها امرأة قبل كل شيء ، و المعروف عن القانون الجزائري أنه يرفض أن تدخل المرأة سلك الأمن و هي محجبة و هو ما يظهر جسدها و يجعلها عرضة لكل أنواع التحرشات ، حتى و إن كان عملها داخل المكاتب و ما بالك بالخارج أمام أعين الناس و بلباس غير محجب ، و قال محمد أنه لا يمكن أبدا أن يتزوج من شرطية لأنها أكيد ستتأثر بشكل أو بآخر بكل ما هو عنيف و بذلك ستفقد حتما أنوثتها ،كما أنه لا يمكن أن يحتمل فكرة أن تشتغل زوجته مع الرجال في الليل و تحتك بالمجرمين في كل لحظة ، فأكيد أن هذا سيؤثر على شخصيتها و نفسيتها و يجعل طبعها مثل الرجل و هذا ما يرفضه تماما . الشرطيات في الجزائر يتبوأن المرتبة الأولى عربيا لقد أصبحت المرأة الشرطية تلعب دورا كبيرا و مهما في الحفاظ على أمن و استقرار البلاد ، إذ باتت تتبوأ المرتبة الأولى على المستوى العربي ، و هذا حسب آخر الإحصائيات التي قدمتها المصالح المعنية . كما أن انخراطها في صفوف الشرطة أصبح في تزايد مستمر حتى صارت الأولى من حيث التعداد على المستوى العربي. ورغم أن المرأة الشرطية في الجزائر لا تمتلك الوسائل والتقنيات المتاحة لمثيلاتها في العالم ، إلا أنها برهنت عن جدارتها وقدرتها في المساهمة على توفير الأمن للمواطن، زيادة أيضا على دورها الفعال في إنجاح العديد من البرامج والأهداف بما فيها سياسة الشرطة الجوارية وتقريب الشرطة من المواطن. شرطيات يخاطرن بكل شيء من أجل بلوغ حلم راودهن منذ الصغر هن نساء كغيرهن اخترن المهنة عن حب و قناعة و في بعض الأحيان لعب القدر و المكتوب دوره في حصولهن عليها ، و لكن الحلم من حق كل الناس و هو الشيء المطلق الذي لا يمكن السكوت عنه أو التفريط فيه ، بعيدا عن نظرة المجتمع القاسية التي ترى في المرأة الشرطية العنف و الترجل و كذا الابتعاد عن المهام التي توكل لها كامرأة ،فإن الكثير من الشرطيات اللواتي تحدثت إليهن الجزائرالجديدة أكدن أن العصر الحالي لم يعد يعترف بالفروقات الجنسية ، فمعظم النساء تبوأن مناصب خاصة بالرجال ، و أثبتن جدارتهن بها و لكن بعض الرجال يريدون أن تبقى المرأة حبيسة الجدران في البيت ، و عملها الكلاسيكي يقتصر على ترتيب البيت و الطبخ و تربية الأبناء . و تقول إحداهن أن حب الوطن أسمى من كل شيء ، فلماذا في وقت الثورة وقفت المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل ، و حملت السلاح و قاومت الاستعمار ، و لم تكن هناك أي مشاكل بل كان الاحترام سائدا و الإجلال كذلك لأن العمل عبادة قبل كل شيء . و تقول شرطية أخرى أنها تحب ما تقوم به ، و لم تنس أبدا أنها امرأة و جزائرية بالخصوص و عملها لم ينقص أبدا من أدائها و واجبها نحو عائلتها ، بل بالعكس فقد تلقت كل الدعم منهم و كانوا السبب في نجاحها و تفوقها . كلهن أجمعن أن المرأة في مجتمعنا إن لم تفرض نفسها فلا يمكن أن تثبت ذاتها في نمط يرفض أن يرى المرأة في مكان غير البيت ، و أكدن أن إثبات الذات يتم يوميا في كل لحظة و لذلك لن ينقص رأي بعض الفئة من العزيمة و حب العمل الذي يقمن به ، لأنه نبيل بالدرجة الأولى . أنيسة- ب