خضعن لتدريب رجالي خاص باشرت أول وحدة نسوية مختصة في حفظ النظام العام ومكافحة الشغب والتدخل السريع مهامها نهاية الأسبوع الماضي، وتتكون من شرطيات خضعن لتكوين خاص ''رجالي'' لأول مرة في مجال التدخل السريع، وتم تجنيدهن لأول مرة في تاريخ الشرطة الجزائرية في ''الباراجات'' ''الحواجز الأمنية'' لمكافحة الإجرام الذي يحمل جنس أنثى بعد انخراط المرأة في شبكات الجريمة المنظمة و''انتحال'' مجرمين محل بحث منهم ارهابيين مهربين صفة نساء بارتداء ملابس نسوية للإفلات من التفتيش في نقاط المراقبة، وكان أن قامت المديرية العامة للأمن الوطني بتجنيد أول وحدة نسوية في التدخل السريع الذي كان حكرا على الرجال لمواجهة النساء المجرمات. ''النهار'' رافقت الوحدة في أول مهمة ميدانية لها قبل التخرج نهاية الشهر الجاري تحت إشراف مفتشة الشرطة بولعسل حبيبة، المكلفة بالتدريب والانضباط والتنظيم على مستوى مديرية الوحدات الجمهورية للأمن بالحميز التي شددت على المتربصات بضرورة التحلي باليقظة وحسن معاملة المواطنين، وحرصت على التأكيد على أن عملية تفتيش النساء ليست دائما سهلة في ظل رفض العديد منهن لذلك حتى لو كانت امرأة. وأوضحت مفتشة شرطة بولعسل التي تتميز بالحيوية والتحكم في الاتصال، أنه أمر طبيعي أن ترفض امرأة تفتيش حقيبتها لأنه من خصوصياتها ''ونحن في الوحدة ركزنا على ضرورة التعامل بذكاء مع هذه الفئة وأن الشرطية لا تمارس القمع، لكنها تسهر على أمن وسلامة الأفراد''. مواطنون يرحبون وآخرون يؤكدون..''المرا ..مرا'' المهمة كانت تأمين المعرض الدولي للسيارات الذي أقيم بنادي الصنوبر البحري شرق العاصمة، انتشرت الشرطيات اللاتي يتميزن إضافة إلى اللياقة البدنية مع الحفاظ على أنوثتهن الجسدية ''قوام رشيق ورياضي'' بالجمال في مداخل أجنحة الصالون في الرواق المخصص للنساء، كما لاحظت أنهن يضعن الماكياج وشعرهن مصفف وقالت مفتشة الشرطة بلعسل في ردها على تعليقي على شكلهن ''الله غالب الجزائريات كامل شابات ولم نشترط مقياس الجمال أبدا''، وسجلنا استغراب العديد من المواطنين من وجودهن خاصة النساء أنفسهن، اقتربنا من عجوز كانت تلقي عليهن الابتسامة لتقول أن الأمر عادي ''شفت بوليسيات بهذي اللبسة في المطار'' وبعد اطلاعها على طبيعة مهتهن، خاطبت إحداهن ''بلاكو البونديات واعرات، المجرمات عنيفات'' ''حاذرو''. سيدة أخرى استحسنت وجودهن، حفاظا على خصوصيات المرأة التي تحمل حقيبتها أشياء خاصة بالقول ''شيء إيجابي والله أحيانا نحرج عند تفتيشنا من طرف رجال'' لكن للرجال مواقف متناقضة، قال شاب في العشرين حول توقيفه في حاجز من طرف امرأة مازحا ''مادبيا'' مؤكدا أنه لافرق لديه بين رجل أو امرأة ''بالعكس الشرطية لطيفة وديبلوماسية وماشي حڤارة أو غيورة'' قبل أن يخاطبني مازحا مجددا ''ربما المشكل يطرح معكن'' وتدخل رفيقه ليقول أنه من الصعب أن ''تبلعط'' شرطية، خاصة إذا كانت متدربة جيدا، كما سجل أن النساء الشرطيات أكثر التزاما بتطبيق القانون. وأعلن كهل آخر من زوار المعرض كان رفقة زوجته استحسانه لتجنيدهن في الحواجز الأمنية ''هنا كثيرا من النساء تقدن السيارات وتسافرن على متن حافلات، أنا كزوج وأب أشعر بالارتياح لتفتيشهن من طرف امرأة''، قبل أن يضيف ''أحيانا يتم توقيف سائقات سيارات لمعاكستهن وربما وجود شرطيات يؤدي إلى الوقاية من هذه السلوكات''، لكن ''زهير'' شاب بطال أكد ''رفضه'' أن توقفه أو تفتشه امرأة ، ويرى أن عقلية الجزائريين ترفض ذلك قبل أن يقول بتحدي ''قوليلهم يروحو لباش جراح ولا بومعطي ..ختي المرا مرا..'' وذهب شرطي طلب منا الائتمان على هويته في نفس الإتجاه ''بصراحة يضايقني وجودهن معنا لأن ذلك يقلل من شأننا كرجال شرطة''، لكن رفيقه الذي ينتمي إلى فرقة متنقلة للشرطة القضائية شرق العاصمة نقل تأييده لوجودهن في الحواجز الأمنية ''كثيرا ما نواجه عنف النساء و لا نجرؤ على الرد كونهن في النهاية نساء وتصل أحيانا إلى اتهامنا بالتحرش بهن خاصة في مداهمات أوكار الدعارة''. البوليسيات ..حنا بنات حرمة ورانا هنا وتؤكد مفتشة الشرطة بلعسل، أنها لم تسجل أي ''انحرافات'' في أول خرجة ميدانية مع المواطنين من الجنسين وكشفت عن تخرج أول وحدة نسوية مختصة في التدخل السريع وحفظ النظام العام نهاية الشهر وهي أول دفعة في العالم العربي، وجاء قرار المديرية العامة للأمن الوطني استجابة للحاجة إليهن في مكافحة الإجرام خاصة الجريمة المنظمة، حيث تقوم الشبكات الإجرامية بتجنيد نساء لتهريب السلاح والمتفجرات والمخدرات، على خلفية أنه لا يمكن تفتيش النساء من طرف رجال الشرطة نظرا للتقاليد، إضافة إلى تنكر العديد من المجرمين منهم إرهابيين في زي نساء للإفلات من الرقابة الأمنية والتفتيش، وتراهن المديرية العامة للأمن الوطني عليهن في تفعيل عمليات مكافحة الجريمة في المجتمع والوسط النسوي، وتضم الدفعة 100 متربصة تلقين تكوينا نظريا خلال 9 أشهر وتدريبات عملية في عدة دورات شملت اللياقة البدنية، الدفاع عن النفس، طبوغرافيا، المهارات الميدانية والرماية بمختلف الأسلحة النارية. وقالت المجندات ل''النهار'' اللواتي ينحدرن من ولايات الجنوب والشرق والغرب وكذا الوسط ومنهن جامعيات، أنهن حظين بتشجيع أوليائهن لتحقيق ''الحلم المهني''، وتدخلت هنا مفتشة الشرطة بولعسل لتؤكد أنهن خضعن للتكوين والتدريب على مستوى ثكنة مديرية الوحدات الجمهورية للأمن بالحميز التي كانت حكرا على الرجال ''لكننا وجدنا في مديرها الحاج مراد، الأب والعين الساهرة علينا'' وأضافت ''هناك مثل شعبي ينطبق عليهن ''الفحلة أديها لكازيرنة تقدرلها'' وفعلا أثبتن جدارتهن، وينتظر توظيفهن في الوحدات الجهوية على المستوى الوطني القريبة من مقر سكناتهن لدعم الفرق الرجالية.