استأثرت الأزمة الليبية وسبل الخروج منها، بالمباحثات التي أجراها جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية الخاص بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالمسؤولين الجزائريين، خلال الزيارة التي قادته للجزائر منذ مساء الأحد المنصرم. فيلتمان وفي ندوة صحفية أقامها أمس بسفارة بلاده بالجزائر، أوضح أن الولاياتالمتحدة تعتبر دور الجزائر "مهما" في إنجاح المسيرة الديمقراطية خلال المرحلة الانتقالية، التي دخلتها ليبيا بعد مقتل أركان النظام المنهار، وفي مقدمتهم العقيد معمر القذافي ونجله ومستشاره للأمن القومي، المعتصم، ووزير دفاعه أبو بكر يونس الجابري. وقال المسؤول الأمريكي: "نحرص على معرفة موقف الجزائر من الوضع في ليبيا، وعلى نظرة الرئيس بوتفليقة للكيفية التي يجب المساهمة بها في معالجة هذه القضية"، وقدر بأن الدور الجزائري فاعلا في إرساء المرحلة الانتقالية وتحقيق الاستقرار في ليبيا"، من منطلق أن الجزائر تعد كبرى دول المنطقة، على حد تعبير فيلتمان. وكان النقاش حول تسليم أفراد عائلة القذافي الموجودين بالجزائر، حاضرا في مباحثات فيلتمان مع المسؤولين الجزائريين، غير أنه تحفظ عن الخوض في تفاصيل رد الطرف الجزائري، في حين استفاض في الحديث عن الإصلاحات السياسية التي باشرتها الحكومة منذ الربيع الماضي، وقدر بأن الجزائر قطعت أشواطا ولم تعد تلك التي عرفناها قبل 15 سنة. وفي هذا السياق، قال المسؤول الأمريكي: " حقيقة، هناك ورشات إصلاح، ومراجعة لبعض القوانين المنظمة للعمل السياسي، ونحن نشجع الحكومة على المواصلة في هذا النهج"، مشددا على أن بلاده تعتقد أن الإصلاحات التي لا تراعي فيها الحكومات طموحات شعوبها، سوف لن تنجح، ومن ثم فهي لا يمكن تحقق الاستقرار المنشود، معربا عن أمله في أن يرى الجزائريون الإصلاحات وهي تتجسد على أرض الواقع. من جهة أخرى، دعا المسؤول الأمريكي إلى توطيد أواصر التعاون بين الجزائروواشنطن في مجال محاربة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، وأكد أن الولاياتالمتحدة تتفهم انشغال الجزائر بمخاطر انتشار السلاح الليبي في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، لافتا إلى أن هيلاري كلنتون، وخلال زيارتها لطرابلس، اقتطعت وعودا من قادة المجلس الوطني الانتقالي، بمراقبة قطع السلاح المنتشر بين الليبيين. أوضح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جيفري فيلتمان أن "على الرئيس السوري بشار الأسد أن يفهم بأنه سيدفع ثمن أفعاله التي ارتكبها ضد شعبه"، مؤكدا في الوقت ذاته بأن "واشنطن تدعم مبادرة الجامعة العربية بخصوص سوريا". وبخصوص الأزمة السورية، قال فيلتمان إن "الجزائر تلعب دورا فاعلا في الجامعة العربية التي سترسل وفدا إلى سوريا الأربعاء المقبل حتى تقدم خطة عربية تشمل النظام والمعارضة معا، بهدف الإسهام في وقف العنف والدفع بالأمور إلى الأمام"، وأكد دعم مثل هذه المبادرات ومواصلة التعاون للضغط أكثر على الرئيس بشار الأسد لكي يفهم بأن هناك ثمن سيدفعه نتيجة أفعاله ضد شعبه". عمراني. ب