تنقل ''الجزائر نيوز'' -حسب روايات أكدتها مصادر مطلعة- كيف استقبلت عائلة القذافي خبر مقتل والدها العقيد معمر القذافي، يوم الخميس الماضي، على يد مسلحي المجلس الانتقالي الذي حاول المستشار مصطفى عبد الجليل نفي تهمة قتله عنه، أمس، في ندوة صحفية عقدها لإعلان قيام ''جمهورية إسلامية'' في المغرب الكبير، بالرغم من أن كل الدلائل الموثقة بالصور والتسجيلات السمعية، تؤكد أن منفذي الجريمة هم من المعارضة المسلحة أو ما يسمى ب ''الثوار الليبيين''، بل أكثر من ذلك يشتبه في انتسابهم إلى تنظيم القاعدة· أكد مصدر مطلع ل ''الجزائر نيوز'' أن عائلة القذافي التي كانت متأثرة كثيرا لمقتل العقيد القذافي بدت -أيضا- متماسكة، إلى حد كبير في استقبال خبر الوفاة، كبكاء بعضهم كحنبعل، وترديد كلمة الشهادة والله أكبر للبعض الآخر، كما هي الحال بالنسبة إلى الزوجة صفية التي بدت أكثر صلابة من البقية وأجرت بعض الاتصالات الهاتفية، من بينها مع مدير قناة الرأي المقربة من نظام معمر القذافي التي يقع مقرها بدمشق، في وقت حاولت البنت عائشة الاتصال بوالدها، لكن أحد ''الثوار'' هو من رد عليها فشتمها وتلفظ بكلام بذيء· أبو شفشوفة مات يا··· بمجرد تناقل بعض وكالات الأنباء خبر اعتقال القذافي، وظهور ذلك على شاشة الفضائية القطرية ''الجزيرة'' كخبر عاجل، حتى قامت عائشة بالاتصال بوالدها، لكن الرد لم يأت من والد البنت المدللة لأبيها، بل من أحد الثوار الذي رد عليها: ''أبوشفشوفة مات يا···''(متلفظا بكلام بذيء)· ولم تغلق عائشة الخط ولم يغم عليها مباشرة -كما تداولته إحدى المواقع الإلكترونية- بل بقيت جالسة تترقب الأخبار· ويطلق الليبيون على معمر القذافي لقب ''أبو شفشوفة'' الذي يعني ذا الشعر الخفيف المجعد غير المرتب أي ''أبو عائشة''، كون القذافي كان متعلقا كثيرا ببنته عائشة، ويذهب في كثير من الأحيان إلى تلقيبها بصفية· وقد ندد مسؤولون بالمجلس الانتقالي الليبي بطريقة إخبار الثوار لعائشة بمقتل والدها وسبها· سيارة إسعاف توجهت مباشرة إلى مقر إقامة أفراد عائلة القذافي وأفادت مصادرنا بأن عائشة القذافي لم تنقل بتاتا إلى المستشفى، ولم تصب بحالة إغماء -كما تم تداوله- بل إن سيارة إسعاف كانت بمقر إقامة العائلة أثناء الحادثة، وبدت عائشة صامتة ولم ترد بأي كلام آنذاك، بينما الزوجة صفية فقد كانت في أوج غضبها وهي واقفة تشاهد تداول الأخبار عبر شاشات التلفزيون· وتجدر الإشارة إلى أن مقر الإقامة يقع بمنطقة ساحلية شمال الجزائر، وهو بعيد تماما عن السكان ولا يقيم بجانبه أي جيران· وبقي حراس العائلة على اتصال بمسؤوليهم لإخبارهم بأي طارئ، طالبين من المسعفين الانتظار إلى غاية طلب خدماتهم· وقد توجه طبيب وممرض إلى داخل مقر الإقامة للإطلاع على حال صفية وعائشة مع فحصهما· صفية القذافي تتحدث مع مشعان الجبوري وتتواسى بتعاطف الجزائريين بدت صفية القذافي صلبة متماسكة، وهي التي كانت تراقب أبناءها بحسرتهم لما آل إليه وضعهم، وقد أجرت، في المساء، حوارا مع مدير قناة الرأي المعارضة للمجلس الانتقالي في ليبيا والمتعاطفة مع حركات التحرر في العالم، وهو نص الحوار الذي نقلناه في عددنا لأول أمس وانفردنا بتأكيد رفض الجزائر تسليم آل القذافي، بعد الطريقة البشعة التي قتل بها العقيد معمر القذافي وابنه المعتصم بالله· وقد بلغ مسامع الأسرة تعاطف الجزائريين مع الأسرة واستنكارهم للطريقة البشعة التي قتل بها العقيد معمر القذافي، وهو ما اعتبرته صفية نوعا من المواساة لها· أما محمد فقد بدا غاضبا وهدد بكشف المستور حول عدد من أعضاء المجلس الانتقالي، من بينهم محمود جبريل والمستشار مصطفى عبد الجليل وعسكريون كانوا تحت لواء الجيش الليبي قبل التمرد· ماذا بعد زوال القذافي وإعلان الشريعة مصدرا للتشريع في ليبيا تزامن إعلان المستشار ووزير العدل السابق لنظام معمر القذافي استقلال ليبيا مع الزيارة التي يقوم بها مساعد وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جيفري فيلتمان، هذا الأخير صرح، ليلة أول أمس، أنه ''استقى آراء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فيما يتعلق بالوضع في ليبيا بشكل يمكن من مساعدة هذا البلد على إنجاح مساره الانتقالي''· وقال فيلتمان، في تصريح صحفي، عقب لقائه مع بوتفليقة، ليلة أول أمس، ''إن آراء الرئيس الجزائري مهمة جدا بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، حيث أن الجزائر بلد مجاور لليبيا ومن المهمّ معرفة رأيه بخصوص الوضع في ليبيا''· وأضاف فيلتمان إنه ''بالنظر إلى تطور الأوضاع والأحداث العديدة التي شهدتها المنطقة، بات من الضروري القدوم إلى الجزائر للإطلاع على تحليل الرئيس بوتفليقة ونصائحه وآرائه بخصوص المنطقة برمتها''، وبين أن هذه الزيارة تندرج ضمن الزيارات ''العديدة'' التي يجريها القادة الأمريكيون إلى الجزائر· كما أشار إلى الزيارة التي أجراها أخيرا وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي إلى واشنطن، مؤكدا عمق العلاقات التي تربط البلدين· رفض تسليم جثماني العقيد القذافي وابنه رفض المسلحون في مصراته تسليم جثماني معمر القذافي والمعتصم بالله القذافي لوفد قبيلة القذاذفة الذي ذهب إلى هناك بعد قرار المجلس الانتقالي بتسليم الجثمانين للقبيلة من أجل دفنها· من جانب آخر، أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، إلى أن المسلحين في ليبيا قاموا بقتل زهاء 650 شخص أسروا، خلال المعارك التي جرت بين المعارضة الليبية المسلحة وقوات القذافي، عوض محاكمتهم أو حبسهم إلى غاية التحقيق معهم·