أوضح كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بشؤون الشرق الأوسط و شمال افريقيا، جيفري د. فلتمان، في ندوة صحفية عقدها، أمس الاثنين، بالجزائر "نعتقد أن الجزائر مثل أي دولة أخرى يجب أن تلبي تطلعات شعبها". واشار فيلتمان "إنها فرصة خاصة تمنح للبلاد لأحداث إصلاحات اقتصادية وسياسية من شأنها تلبية تطلعات الشعب"، معتبرا أن تنفيذها هو مسؤولية الشعب والحكومة، وأضاف "لا أعتقد أننا نحن الذين نصر على هذه الإصلاحات. يجب أن تأتي من الجزائريين لأنها بلادهم، ولا أحد يعرف المسار الجيد والضروري لتحديد مستقبل البلاد". وتكلم فلتمان على أن جزائر اليوم تختلف كثيرا عما كانت عليه منذ 15 أو 20 سنة اي خلال سنوات الدم. وفي الشأن الليبي ناقش فلتمان مع المسؤولين الجزائريين مستقبل ليبيا بعد سقوط نظام القذافي، والخطر الذي يشكله انتشار الأسلحة في المنطقة، حيث قال "مهم جدا أن نعرف موقف الجزائر بخصوص ما يجري في المنطقة، وكيف تدعم البلدان التي تمر بالمراحل الانتقالية"، وأضاف "مشكلة انتشار الأسلحة يمثل الأولوية في محادثاتي لأن انتشار الأسلحة خطير جدا"، وأكد في هذا الإطار أن "الولاياتالمتحدة مستعدة لتعزيز التعاون مع الجزائر لمنع تهريب الأسلحة من ليبيا". كما أكد مساعد وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جيفري د.فلتمان أنه من "المهم جدا" بالنسبة لبلده "أن يستقي آراء و نصائح" الرئيس بوتفليقة فيما يتعلق بالوضع في ليبيا بشكل يمكن من "مساعدة" هذا البلد على "إنجاح مساره الانتقالي". وقال فيلتمان في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به الرئيس بوتفليقة أن "الجزائر بلد مجاور لليبيا ومهم جدا أن نعرف رأيه بخصوص الوضع في ليبيا واستقاء آراء الرئيس بوتفليقة ونصائحه لمعرفة ما هي أحسن السبل لمساعدة هذا البلد على إنجاح مساره الانتقالي". وأشار إلى أنه "بالنظر إلى تطور الأوضاع والأحداث العديدة التي شهدتها المنطقة بات من الضروري بالنسبة لنا القدوم إلى الجزائر للإطلاع على تحليل الرئيس بوتفليقة ونصائحه وآرائه بخصوص المنطقة برمتها". واسترسل مساعد وزيرة الخارجية يقول "تكرم الرئيس بوتفليقة بإطلاعي والقادة الأمريكان بواشنطن على تصوره الخاص فيما يتعلق بالمنطقة"، مؤكدا أن إقامته بالجزائر تندرج ضمن الزيارات "العديدة" التي يجريها القادة الأمريكيون إلى الجزائر. وذكر في هذا الصدد بالزيارة التي أجراها مؤخرا وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي إلى واشنطن. كما أبرز فلتمان الشراكة "طويلة المدى" و"جودة" علاقات الصداقة التي تربط الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر. وبعد أن أعرب عن "امتنانه" للرئيس بوتفليقة بخصوص علاقات التعاون التي تربط البلدين أبرز المسؤول الأمريكي التعاون في مجال تسوية المشاكل العابرة للحدود والجريمة المنظمة والإرهاب وأنواع أخرى من الجرائم والتهريب. وقال في هذا الصدد: "إننا بصدد البحث عن سبل ووسائل توسيع تعاوننا" ملحا في الوقت ذاته على "المصالح الاقتصادية والتجارية " للطرفين. وكان المسؤول الأمريكي بعد استقباله من طرف الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، وأيضا مع وزير الخارجية، مراد مدلسي. التقى خلال زيارته ممثلين عن المجتمع المدني، وقال في هذا الشأن "أردت أن أسمع مباشرة عن آرائهم بشأن الإصلاحات السياسية". فيما تم فتح تحقيق في مقتله هيومان رايتس ووتش تحذر من إعدام جماعي لأنصار القذافي بسرت أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس الاثنين، عن إنشاء لجنة للتحقيق في مقتل العقيد الليبي معمر القذافي وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي "لدينا متطلبات دولية وفعلا شرعنا في تشكيل لجنة للتحقيق في كيفية مقتل معمر القذافي اثناء تشابك مع اعوانه عند القبض عليه". اما في ما يتعلق بتسليم جثة القذافي لاهله، فقال انه سيتم اتخاذ الاجراءات لاحقا، وقال عبد الجليل إن المحادثات جارية بشأن تشكيل حكومة مؤقتة جديدة وتوقع اتخاذ قرار خلال نحو أسبوعين. وصرح بأن المجلس سيناقش الاسبوع القادم من سيرأس الحكومة الجديدة خلفا لمحمود جبريل الذي استقال في مطلع الاسبوع. وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أعلنت، أمس، أن بلادها تؤيد تحقيقا من المحتمل أن تجريه الأممالمتحدة في ملابسات مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، ودعت إلى إعادة عبد الباسط المقراحي الليبي المدان في تفجير لوكربي إلى السجن. كما قالت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان، أمس الاثنين، إنها عثرت في مدينة سرت الليبية على 53 جثة تعود لأنصار العقيد معمر القذافي أعدم بعضهم مقاتلو "الثورة"، وأضافت المنظمة التي مقرها نيويوركبالولاياتالمتحدة إن الاكتشاف "يبدو جزءا من سياق عام من أعمال القتل والسلب والنهب وغيرها من الانتهاكات التي يقوم بها المقاتلون المناوؤون للقذافي الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون"، وحثت هيومان رايتس ووتش السلطات الليبية على كبح جماح هؤلاء المسلحين. ودعت المنظمة المجلس الوطني الانتقالي الى "التحقيق فورا بشكل شفاف في ما يبدو انه اعدام جماعي واحالة مرتكبيه على العدالة"، واضافت "اذا لم يحقق المجلس الوطني الانتقالي في هذه الجريمة، فان ذلك سيعطي مؤشرا بان الذين قاتلوا القذافي يمكن ان يفعلوا ما يشاؤون بدون الخوف من اي ملاحقة". وتوجه صحافي السبت الى فندق المهاري وشاهد اكثر من ستين جثة تتحلل على العشب وبعضهم مكبلين وقد اصيب معظمهم برصاصة في الراس، وقال مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي إنهم ليسوا من رجالهم. وتزامن الاكتشاف مع اعلان زعماء ليبيا الجدد "تحرير" البلاد من قبضة القذافي بعد حرب دامت ثمانية اشهر شارك فيها حلف شمال الاطلسي. وقد خيم على اعلان "التحرير" اللغط المستمر حول ما اذا كان القذافي قد اعدم بعد القاء القبض عليه.