أكد كاتب الدولة الامريكي المساعد المكلف بشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا السيد جيفري .د. فيلتمان أن واشنطن تشجع الجزائر على متابعة وتجسيد الاصلاحات التي باشرتها في الميدان، مشيرا إلى أن بلاده تتابع ورشات الإصلاح التي تبنتها الجزائر، إلى جانب العديد من القوانين التي سنتها. وأضاف السيد فيلتمان في ندوة صحافية عقدها امس بمقر السفارة الامريكية أن جزائر اليوم تختلف عن الجزائر منذ 15 سنة أو20 سنة وأن الفرصة ملائمة للمضي قدما بالاصلاحات والاستجابة لتطلعات المواطنين، من منطلق أن هذه الاصلاحات تعني الجزائريين أنفسهم بالدرجة الأولى وأن حديث واشنطن عن اهميتها لا يعني أنها تفرضها. كما اشاد السيد فيلتمان بالدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في المنطقة لا سيما في مجال مكافحة الجريمة المنظمة وتنقل الاسلحة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن البلدين تربطهما شراكة قوية في هذا المجال. وذكر المتحدث بالندوة الدولية حول مكافحة الارهاب التي احتضنتها الجزائر شهر سبتمبر الماضي، مؤكدا أن الجزائر أثبتت ريادتها في تسيير هذه المشاكل، إلى جانب أنها طرف فاعل في مكافحة الارهاب والدليل على ذلك أنها تعد من المؤسسين لمنتدى مكافحة الارهاب الذي تأسس على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك. من جهة أخرى، أشار ضيف الجزائر إلى أن زيارته جاءت للاطلاع على موقف الجزائر من التطورات الاخيرة في المنطقة وقال في هذا الصدد إنه ''من المهم جدا فهم موقف الجزائر إزاء ما يحدث في المنطقة وكيف ترى الطريقة الجيدة التي يجب أن تسلكها السلطات الجديدة في هذه الدول خلال المرحلة الانتقالية''، كما اضاف أن واشنطن تتفهم أنه من مصلحة الجزائر ان تكون هناك مرحلة انتقالية يسودها الهدوء والاستقرار عند جارتها ليبيا. وأشاد فيلتمان في هذا الصدد بالاستقبال المطول الذي خصه به رئيس الجمهورية، إلى جانب اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين الجزائريين الاخرين وممثلي المجتمع المدني والتي تمحورت أساسا حول الوضع في ليبيا ما بعد القذافي وإفرازات الازمة خصوصا خطورة تفشي ظاهرة تهريب الأسلحة. وأمام القلق الذي تبديه الولاياتالمتحدة ازاء هذه الظاهرة، ذكر السيد فيلتمان بالزيارة التي قامت بها كاتبة الدولة الامريكية للشوؤن الخارجية هيلاري كلينتون إلى ليبيا منذ اسبوع، حيث طرحت المشكل مع أعضاء المجلس الانتقالي الليبي وسجلت وعي السلطات الليبية بهذا المشكل واستعدادها لاتخاذ الاجراءات المناسبة لمواجهتها. وبخصوص الشأن الليبي دائما أعرب المسؤول الامريكي عن أمله في أن تعمل السلطات الليبية الجديدة في ظل الاستقرار على ضوء التصريحات المتفائلة لاعضاء المجلس الانتقالي الذين أكدوا استعدادهم للعمل في اطار نظام ديمقراطي يمثل كل التوجهات والاطياف، كما أضاف انه من حق كل الاحزاب المشاركة في تسيير البلاد شريطة الابتعاد عن العنف واحترام حقوق الاقليات والمرأة. وفي سياق تعليقه على التطورات التي تشهدها بعض الدول العربية في اطار ما يسمى بالربيع العربي، أشار فيلتمان إلى أن لكل دولة خصوصياتها وأن تدخل المجموعة الدولية في ليبيا كان بعد الإجماع على حماية الشعب الليبي من عنف نظام القذاقي. ويرى بخصوص الوضع في سوريا انه لا يوجد حاليا اجماع لتكرار سيناريو التدخل مثلما حصل في ليبيا، غير أن الموقف الامريكي يبقى متمسكا برحيل الرئيس السوري بشار الاسد كونه لم يكن جديا في تطبيق الاصلاحات التي سبق وأن وعد بتجسيدها ميدانيا منذ اشهر. وعليه أضاف فيلتمان ''سنواصل مع شركائنا الضغط على الاسد من اجل التنحي''. ومن جهة أخرى، أبدى المسؤول الأمريكي دعم واشنطن للمبادرات الهادفة الى حقن الدماء في هذا البلد، مثلما هو الشأن للمبادرة العربية القاضية بإرسال لجنة الى دمشق، مؤكدا أنه من المهم إرساء حوار بين نظام الاسد والمعارضة لايجاد مخرج للأزمة.