صرح دبلوماسي ان بلدان حلف شمال الاطلسي وافقت رسميا، امس الجمعة، على انهاء الحملة التي استمرت سبعة اشهر في ليبيا بعد غد الاثنين .وقال الدبلوماسي الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان ممثلي بلدان الاطلسي المجتمعين في بروكسل وافقوا "بالاجماع على انهاء عملية الدرع الموحد في الحادي والثلاثين من اكتوبر". وكان الحلف الاطلسي اتخذ قرارا تمهيديا الاسبوع الماضي بانهاء العمليات بعد غد الاثنين بعد ان قدر ان المدنيين صاروا بمأمن بالاساس من الهجمات في اعقاب مقتل القذافي وسقوط سرت. وجاء القرار الرسمي امس الجمعة بعد يوم من تصويت مجلس الامن الدولي بالاجماع لانهاء التفويض الذي خول بالعمل العسكري في ليبيا بدءا من الساعة 11,59 مساء بتوقيت ليبيا في الحادي والثلاثين من اكتوبر.وكانت طائرات التحالف نفذت اكثر من 26 الف طلعة جوية وقصفت زهاء ستة الاف هدف في عملية بدأت في مارس وساعدت القوات المهلهلة للمتمردين على الاطاحة بالزعيم المخضرم معمر القذافي. من جهته، قال مسؤول ليبي كبير إن سيف الاسلام الابن الهارب للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يحاول الترتيب لتوفير طائرة تنقله خارج منطقة الصحراء حتى يتسنى له تسليم نفسه لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي. ولم تتوفر تفاصيل كما لم يتسن التحقق من صحة هذه الانباء، لكن تشكلت صورة عامة منذ مقتل القذافي قبل اسبوع اثر وقوعه في ايدي قوات المجلس الوطني الانتقالي تشير الى أن سيف الاسلام (39 عاما) فر الى الصحراء في جنوب ليبيا ولجأ الى البدو هناك وانه يسعى الى ملاذ امن في الخارج.وقال المسؤول الكبير بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ان سيف الاسلام المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية عبر الحدود الليبية الى النيجر.ويبدو ان سيف الاسلام يحاول تسليم نفسه خوفا على حياته اذا اعتقل في ليبيا كما حدث لوالده لكن المسؤول قال انه لم يجد وسيلة بعد للقيام بذلك.وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "يوجد اتصال مع مالي ومع جنوب افريقيا ومع دولة مجاورة اخرى لتنظيم خروجه... لم يحصل على تأكيد بعد.. ما زال ينتظر". ولم يتسن التأكد من صحة هذه التصريحات من مصدر مستقل. وحتى اذا تمكن سيف الاسلام من الحصول على جزء من الثروة الطائلة التي جمعتها اسرة القذافي من وراء ابار النفط الرئيسية في ليبيا خلال 42 عاما من حكم البلاد فسوف تحد مذكرة الاعتقال التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية من الفرص المتاحة له. وربما يفسر ذلك رغبته فيما يبدو في تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية الذي يظهر في اتصالات راقبتها وكالات المخابرات وعرضتها على الحكام المؤقتين لليبيا وقالت المحكمة الجنائية التي تعتمد على الدول الموقعة على المعاهدة المؤسسة لها في تسليم المتهمين انها تحاول التحقق من مكان ونوايا سيف الاسلام ورئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي الرجل الثالث في مذكرة الاتهام التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بعد القذافي وسيف الاسلام. وقال مصدر في المجلس الوطني الانتقالي الذي اسقط القذافي وسيطر على العاصمة في اوت لرويترز ان سيف الاسلام والسنوسي موجودان معا في حماية قبائل الطوارق في الصحراء الواسعة بالقرب من الحدود بين الجزائر والنيجر. وقال مصدر المجلس الوطني الانتقالي "سيف قلق على سلامته... يعتقد أن تسليم نفسه هو أفضل خيار أمامه". ويريد سيف الاسلام الذي كان يعتبر بديلا اصلاحيا ليبراليا محتملا لكنه انحاز الى والده في صراع حياة او موت هذا العام اشراك دولة ثالثة ربما تونس او الجزائر في نقله جوا الى لاهاي، حيث يواجه فرصه امام محكمة لا تصدر حكم الاعدام. وقال المصدر في المجلس الوطني الانتقالي عبر الهاتف من ليبيا "انه يريد ارسال طائرة له.. يريد تطمينات". وقال ريسا اج بولا وهو زعيم سابق لمتمردي الطوارق يعمل الان مستشارا رئاسيا في النيجر لرويترز "أستطيع ان أؤكد الان ان عبد الله السنوسي موجود الان في شمال مالي. لقد عبر ارليت في شمال النيجر برفقة طوارق من مالي الى جانب البعض من النيجر. انهم يتمتعون بحماية جيدة اي مسلحين". اما بالنسبة لسيف فهو متردد، لكنه بالقطع في النيجر. هو يحاول ان يقرر ما اذا كان سيواصل الى مالي ام يبقى في النيجر". وقال يوم الخميس فادي العبد الله المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية ان المحكمة تحاول التحقق من تصريحات المجلس الوطني والتوصل الى كيفية نقل المتهمين.وقال العبد الله "الامر يتوقف على مكان وجود المشتبه به وكيف يمكننا الاتصال به وما الذي يلزم لاحضاره الى لاهاي. هناك سيناريوهات مختلفة". ويشكك بعض المراقبين في دقة معلومات المجلس الوطني مع الوضع في الاعتبار الاخطاء الكبيرة التي شابت معلوماته المخابراتية في الفترة الاخيرة.ويرجح البعض ان يكون الاستسلام الى المحكمة الجنائية الدولية مجرد خيار واحد من خيارات سيف الاسلام الذي ربما يتمنى ان ترحب به دولة افريقية من الدول التي اغدق والده عليها العطايا. وتأفف الاتحاد الافريقي وبعض دوله القوية مثل جنوب افريقيا من تركيز المحكمة الجنائية الدولية على الافارقة، وربما ابدى بعضهم تعاطفا مع سيف الاسلام. ويقول محامون إنه حتى اذا القي القبض عليه بتهم تتعلق بقتل المحتجين في فبراير ومارس، فمن الممكن ان يدافع سيف الاسلام عن نفسه بدفوع تحد من اي حكم. وقال احد المقربين من سيف الاسلام إنه كان يخشى على حياته عندما فر من بني وليد، واذا كان قد رأى اللقطات المروعة التي التقطت لوالده بعد اعتقاله فمن المرجح ألا تكون لديه شكوك بشأن الطريقة التي سيعامل بها في حالة بقائه في ليبيا. مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية يؤكد الخبر سيف الإسلام اتصل بالمحكمة الدولية اكد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو، الجمعة، ان المحكمة تجري "اتصالات غير رسمية" مع سيف الاسلام القذافي ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بشأن امكان تسليم نفسه الى المحكمة التي تلاحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال مورينو اوكامبو بحسب بيان "لدينا اتصالات غير رسمية مع سيف عن طريق وسطاء"، مضيفا "مكتب المدعي العام ابلغه بشكل واضح بانه اذا ما سلم نفسه الى المحكمة الجنائية الدولية، سيكون لديه الحق بتقديم افادته امام المحكمة وسيكون بريئا حتى ثبوت العكس".