تتجهُ أسعار الغاز في أوروبا للبقاء في مُستويات قياسية حتى حلول فصل الربيع القادم، ما سيدفع الجزائر إلى استدعاء شركائها الأوروبيين لمُراجعة أسعار الغاز، حتى يتسنى لها تحصيل مداخيل إضافية خاصة وأن الحصة الأكبر من مبيعاتها تُسوق في القارة العجوز. وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، أمس الثلاثاء، إذ سجلت أسعار الوُقود الأزرق مُستويات تاريخية بعد أن تجاوزت مُستوى 1000 دُولار لكل ألف متر مكعب من الغاز. ووفقا للتداولات قد بلغت أسعارُ الغاز اليوم مُستوى 1031.3 لكل 1000 متر مكعب، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله على الإطلاق. وحسب مُتابعين للسُوق الغازية في أوروبا، فإن الأسباب التي تقفُ وراء القفزة الكبيرة في الأسعار تعود بشكل أساسي لمخزونات الغاز المنخفضة في أوروبا والشتاء الذي يقتربُ بسرعة كبيرة للغاية. وتُؤشرُ هذه التطورات على أن الجزائر ستدعو شركائها من أجل التفاوض بشأن الأسعار حسبما كشفهُ الأستاذُ والخبير في شُؤون الطاقة مهماه بوزيان ل "الجزائر الجديدة". وقال في حديثه عن طبيعة الأسعار إن الكثيرين يعتقدون بأن الأسعار المُبرمة في العقود هي أسعار "مُسمطة"، غير أنها أسعار "مُتحركة" تخضعُ للمراجعة في حالة تسجيل أي تغيرات عليها سواء بالارتفاع أو الانخفاض، فالعقود التي أبرمت تخضعُ لمراجعة دورية بمتوسط سنتين ونصف وقد تشملُ المراجعة أيضا الإمدادات. وتوقع الخبير في شؤون الطاقة مهماه بوزيان استمرار أزمة الغاز في القارة العجوز وحتى في آسيا، وهناك مؤشرين رئيسيين يعكسانها يتعلقُ الأول بجموح الأسعار ونقص الإمدادات، وفي ظل هذا الوضع ستستدعي الجزائر شركاؤها الأوروبيين لمُراجعة أسعار الغاز قريبا. وفي معرض رده على سؤال حول الفوائد التي ستجنيها الجزائر من هذا الارتفاع القياسي، أوضح مهماه بوزيان قائلاً أن الجزائر كان لديها موقف واضح بالنسبة للأمن الطاقوي، إذ طلبت من شركاؤها إسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومن ورائهم كل المجموعة الأوروبية لتوضيح موقفهم بخصوص مستقبل امدادات الطاقة خاصة الغاز الطبيعي، ومعنى هذا إذا كان الأوروبيون يرون في الغاز الطبيعي مورد طاقوي مهم لهم فعليهم التعاقد مع الجزائر بعقود مخطط زمنيا حتى تضبط هذه الأخيرة المدة الزمنية لاستثماراتها ويتم رفع مستويات الإنتاج، مُشيرًا إلى أن الأوروبيون متذبذبون في رؤيتهم ويراهنون على الغاز الطبيعي المسال والغاز الأمريكي الرخيص. وقال إنه وقبل انطلاق الأزمة كانت أوروبا تقتني الغاز الرخيص وقامت بتخزينه ولما تهاوت احتياطاتها من 94 بالمائة إلى 72 بالمائة وتراجعت الإمدادات من روسيا والنرويج اشتدت الحصار على القارة العجوز ووقعت ضحية سياستها الأنانية.