أحرز سعرُ الغاز في السوق الأوروبية رقمًا قياسيًا جديدًا، متجاوزًا ال 750 دُولارًا لكل ألف لتر مكعب حسبما كشفتهُ وكالة "سبوتنيك" الرُوسية الناطقة باللغة العربية، وهُو ما يجعلُ الجزائر أمام فرصة كبيرة لضخ المزيد من الغاز للقارة العجوز خاصة في ظل الأسعار المرتفعة لهذه المادة الحيوية التي تمثلُ مورًدا لا يستهان به للعملة الصعبة. وبلغت تكلفة العقود الآجلة للغاز لشهر أكتوبر بحسب مُؤشر "تي أف أف" الهُولندي في بداية جلسة التداول، أمس الأول، 713,1 دولار لكل ألف متر مكعب، وبحلول الساعة 10:30 بتوقيت موسكو وصلت إلى مستوى 730 دُولارًا لترتفع فيما بعد إلى 741,2متر مكعب ومن قم تخطى عتبة ال 750 دُولارًا وبلغ 751,2 دولار، وكان سعر الغاز في أوروبا قد سجل رقمًا قياسيًا في جلسة التداول الجمعة الماضي عندما بلغ 710 دولارات لكل ألف متر مكعب. وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على ارتفاع سعر الغاز بالقول إن السياسة التي اتبعتها المُفوضية الأوروبية السابق أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، وأشار إلى أن واقع أن سعر الغاز في السوق الحرة في أوروبا يبلغ نحو 650 دولارا لكل ألف متر مكعب، في حين أن سعر الغاز في روسيا يعتمد على أسعار النفط لذلك فإن التقلبات أقل. وبالنظر إلى هذه التطورات التي شهدها سوق الغاز في القارة العجوز، ستكون شركة سونطراك أما فرصة كبيرة لتحقيق مبيعات تاريخية من الغاز خاصة وأن نسبة امتلاء نسبة امتلاء خزانات الغاز في القارة الأوروبي تبلغُ 56 بالمائة فقط، ما يستدعي الحصول على كميات إضافية تسد الغرض المطلوب تزامُنًا مع حلول الخريف والشتاء، وهو ما يُؤكدهُ الخبير الاقتصادي أحمد سواهلية ل "الجزائر الجديدة". ويقول المتحدث إن بلوغ سعر الغاز هذا المستوى معناه وجود طلب متزايد على هذه المادة الضرورية لسببين رئيسيين يتعلق الأول بحلول فصلي الخريف والشتاء والثاني بسبب انخفاض الاحتياطات الغازية الأوروبية وهُو ما تنبأت به مُؤسسة " إنيرجي سكان إينجي" للأبحاث في مجال الطاقة، في بداية الشهر الجاري إذ قالت إن نقص الاحتياجات الأساسية قد يدعمُ ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا خاصة أمام تراجع الإمدادات من النرويجوروسيا، إذ تراجعت شحنات الغاز من النرويج التي تعتبرُ ثاني أكبر موردة للغاز إلى أوروبا بنسبة 6.3 بالمائة خلال السبوع الماضي بسبب استمرار أعمال الصيانة في البنية التحتية للغاز في كل من حقلي "جولفاكس" و "أوسبرج"، بينما تراجع الشحنات القادمة من روسيا أكبر مورد للغاز إلى أوروبا بنسبة 16 بالمائة. وأكد الخبير الاقتصادي أحمد سواهلية أن نسبة الأرباح التي ستحققها الجزائر بعد ارتفاع أسعار الغاز في مختلف أنحاء العالم قد تصل إلى 3 مليار دولار وهو ما يمثل فوائد إضافية تنعش الخزينة العمومية وتحقق التوازن في الميزان التجاري، مُشيرًا في هذا السياق إلى أنها قادرة على استقطاب مُستهلكين جدد وفرض نفسها بقوة بين الدول المتنافسة كالولايات المتحدةالأمريكيةوروسيا التي تُعتبرُ من أكبر الدُول المُصدرة للطاقة من النفط والغاز على دول الاتحاد الأوروبي لأنها تحوز على إمكانيات ضخمة وخمسة خطوط إمداد للغاز لأوروبا، إضافة على دولة قطر التي تمتلكُ القدرة على المنافسة بقوة في سوق الغاز العالمي كونها ثالث أكبر مُصدر للغاز الطبيعي بالعالم وتبلغ احتياطاتها بحوالي 15 بالمائة من احتياطي الغاز الطبيعي المكتشف في العالم. وتمتلكُ الجزائر ثلاثة خطوط أنابيب سعتها الإجمالية 52 مليار متر مكعب سنويًا، وهي "ترانسميد" المتوجه إلى إيطاليا عبر تونس، و"ميدغاز" المباشر نحو إسبانيا، و"جي إم إي" المتجه إلى إسبانيا عبر المغرب.