كشفت مصالح محافظة الغابات لولاية مستغانم أنها تسعى في حدود أفاق 2020تحقيق تغطية غابية تناهز20 بالمئة من مجموع المساحة الإجمالية لتراب ولاية مستغانم ،التي ظلت على مدار عقود من الزمن نموذجا بمساحاتها الغابية التي هي اليوم وقبل أي فترة مضت محل استنزاف وذلك بتسطير برنامج نوعي يقوم على أساس تشجير مساحة1000 هكتار كل سنة وعلى مدار8سنوات القادمة . العملية باشرتها المصالح منذ بداية المخطط الخماسي الجاري بوتيرة سريعة تكفلت بها المقاطعات التابعة للمحافظة الولائية عبر عديد البلديات بتراب الولاية خصوصا الساحلية منها كعشعاشة واولاد بوغالم وخضرة وسيدي لخضر وحجاج وستيديا وبن عبد المالك رمضان، وهذا لاستدراك الخلل المسجل على صعيد القطاع الغابي الذي سجل خلال السنوات الأخيرة تدهورا رهيبا وتقلصا فضيعا على مستوى المساحات التي تراجعت إلى حدود12/.فقط، أي ما يناهز30ألف هكتار من مجموع2269كلم2 وهي المساحة الإجمالية للولاية. في حين يظل الفضاء الغابي بالولاية عرضة لشتى مظاهر الإعتداءات الصارخة المتواصلة نتيجة عدة عوامل طبيعية ،كاجفاف بفعل انخفاض معدل تساقط الأمطار وانتشار الأمراض والطفيليات المهددة لأشجار الصنوبر الحلبي، الذي تقارب مساحته14ألف هكتار، فضلا عن إتساع دائرة التصحر والترميل ومخاطر الإنجراف،كما ساهمت العوامل والتأثيرات البشرية التي إشتدت وطأتها بشكل مثير للإنتباه في ظل غياب الرقابة والمتابعة، مما أدى إلى تسجيل انتهاكات فضيعة في حق البيئة وذلك على شاكلة الإحتطاب والرعي العشوائي وإقتلاع الأشجار وإستخدام أخشابها في ورشات البناء ،إلى جانب شبح زحف الإسمنت وإقامة المشاريع السكنية الناجمة عن التوسع العشوائي للمدن.وذلك ناهيك عن معضلة الحرائق المسجلة بمواسم الصيف والإصطياف، كما سجل عبر فضاءات غابية عديدة كغابات عين النويصي سنة2009اين التهمت النيران أزيد من45هكتار وغابات الصفصاف والسوافلية السنة المنقضية إلى جانب ما تعرضت له غابات سيدي لخضر وحجاج التي تبقى في حاجة إلى حماية فعلية من ما تشهده من تجاوزات .وذلك في مرحلة تظل فيه المجهودات والحملات المعتمدة من الجهات المعنية محدودة على أرض الواقع ويشار في هذا الشأن إلى أن جل المشاريع لم يكتب لها النجاح الا بنسب جد ضئيلة لأسباب ودواع متداخلة مما يستدعي وضع مخططات وبعث مشاريع متوازنة يشارك فيها الجميع من مسؤولين ومواطنين وذلك بإشراك السكان بالقرى والدواوير المحاذية للفضاءات الغابية وتقديم الدعم اللاّزم مع نشر ثقافة البيئة وغرس أفكار الحفاظ على الشجرة ودورها في التوازن الإيكولوجي ،حتى يكتب لها النجاح وتتحقق الأهداف الرامية إلى بلوغ نسبة20/.المتطلع إليها في الأفاق والمستقبل المنظور التي تبقى حسب المتتبعين بعيدة المنال في غياب الجدية والمرافقة والمتابعة الميدانية المستمرة .