لم يعد طلبة ملحقة خروبة لكلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير قادرين على إكمال مشوارهم الدراسي، في ظل المشاكل الكبيرة والكثيرة التي تحيط بهم والتي أصبحت تشكل حاجزا منعهم من الدراسة وأنقص من عزيمتهم، على اعتبار أن الجامعة تعتبر قطبا للتحصيل العلمي وتنمية القدرات، إلا أن هذا لم يتحقق في هذه الملحقة بسبب التهميش وتماطل المسؤولين، وهو ما يؤثر سلبا على المسار الدراسي للطلبة. النقل الجامعي ... غياب التنظيم وإهتراء المحطة تشهد محطة النقل الجامعي بخروبة وضعية مأساوية نتيجة الصورة التي تحوّلت إليها، ونظرا لموقعها الذي توسّط على أرضية غلبت عليها التربة والقمامات، فأصبح من غير الممكن انتظار الحافلات خصوصا في فصل تهاطل الأمطار، أين تتحول المحطة إلى مستنقع كبير للمياه والأوحال، وعلى اعتبار أن توفير النقل الجامعي بالجامعات والكليات له دور كبير في مساعدة الطلبة للالتحاق بمقاعد الدراسة، إلا أن محطة النقل بالخروبة تعاني من جملة من المشاكل وأبرزها نقص الحافلات على مستوى الخط الرابط بينها وبين الدويرة وبوراوي ودرقانة، حيث خلق جوا من الاكتظاظ داخل الحافلات، أما بالنسبة للطلبة الذين لم يتمكنوا من الضفر بمقعد في الحافلات الجامعية فيضطرون للتنقل في النقل العمومي، وهو أمر سئم منه الطلبة، حيث أكدوا على أن المعاناة تزداد كل سنة خصوصا على مستوى هذه الخطوط، وفي العديد من المرات يصل الطلبة متأخرين إلى مقاعد الدراسة، ليضيفوا بأنها تنعدم يوم السبت خاصة المتجهة نحو الكاليتوس وعين طاية وعين البنيان، على الرغم من أن أبواب بعض الجامعات تفتح يوم السبت، وفي ذات السياق أكد بعض الطلبة أن بعض حافلات النقل تتأخر عن مواعيدها المحددة من ساعة إلى ساعتين، من جهة أخرى تعرف المحطة انتشارا للسرقة والاعتداءات خصوصا في المساء وقد أرجع بعض الطلبة السبب إلى غياب الأمن والمراقبة المستمرة على مستوى هذه المحطة، كما تحوّلت المحطة إلى مركز عبور للسيارات بسبب عدم وضع حاجز أمني حولها، وهو ما يزيد من حسرة الطلبة. المطعم والنوادي رداءة الجودة وارتفاع في الأسعار اشتكى معظم الطلبة المتواجدين على مستوى الملحقة من رداءة المأكولات والحلويات المتواجدة بالمطعم والنادي، على الرغم من ارتفاع أسعارها وقد وجد بعض الطلبة أن الأسعار لا تتماشى مع سوء المأكولات، كما أن النظافة منعدمة بهما، ولم يستثني الطلبة الطاولات والكراسي التي تعرف نقصا كبيرا سواء بالمطعم أو النادي، في ظل الاكتظاظ الذي يشهده المطعم والنادي، حيث لم يعد يستطع تلبية رغبات وحاجيات الطلبة، خصوصا المطعم بعد غلق المطعم الخاص بالعمال منذ الثلاثي الثاني، ما أدى إلى التعطل الدائم في طابور الطلبة، من جهة أخرى فإن النادي يعرف نقائص جمة وبالرغم من النداءات التي وجّهت للمسؤولين، إلا أن المشاكل مازالت قائمة وعلى رأسها قدم التجهيزات المستخدمة داخل النادي، على غرار بعض الآلات المخصصة في تقديم القهوة والعصير وكذا عدم ضبط أوقات فتح وغلق النادي. ا لمكتبة ومقاهي الانترنت مغارتان تنتظران النور أكد أغلب الطلبة الذين تحدثت إليهم الجزائرالجديدة على أن المكتبة على مستوى هذه الملحقة لم تعد تلبي حاجيات الطلبة بسبب نقص المراجع من جهة أو قدمها من جهة أخرى، حيث أن أغلب الكتب يعود تاريخها إلى سنوات الثمانينات والتسعينات، وفي ظل التطور العلمي وتطور الأبحاث العلمية فإن تلك المراجع أصبحت غير كافية وغير مفيدة لاحتوائها على معلومات لا تتماشى مع هذا التطور الكبير، ما أثر سلبا على صورتها وتحوّلت القاعة للجلوس والمحادثة بين الأصدقاء، كما أن صغر مساحتها جعلتها لا تستوعب الكم الهائل من من الطلبة المقبليين اليها، وحتى مقهى الانترنيت وان توفر الا انه يفتقد للمقاسات التي من شانها ان يجد فيها الطالب راحته و يطلع على كل ما هو جديد بخصوص دراسته، فقد استاء معظم الطلبة من قدم الاجهزة المتواجدة به ناهيك عن غلاء أسعارها والتي وجدها الطلبة مثل أسعار المقاهي المتواجدة خارج الجامعة، هذا بالاضافة الى عزلته فعلى الرغم من تواجده داخل الجامعة الا انه من الصعب تواجده داخل الجامعة الا انه من الصعب ايجاده بسبب وقوعه في مكان بعيد عن الانظار، ويضيفون مشكل آخر وهو انعدام التهوية بسبب افتقاده للنوافذ و هو ما جعل معظم الطلبة لا يقبلون عليه، مفضلين اللجوء إلى مقاهي الانترنيت المتواجد خارجا. اكتظاظ داخل الاقسام والمدرجات يختنقون ولعل أبرز هاجس يعيق دراسة الطلبة هو اكتظاظ الاقسام، خصوصا وأن ملحقة خروبة للعلوم الاقتصادية وعلوم التسيير تضم ثلاث شعب وهي محاسبة وضرائب، إعلام آلي وتسيير وكذا تجارة دولية، وقد وصل عدد الطلبة داخل بعض الاقسام الى مافوق الخمسين طالب، وهو عدد كبير قد يؤثر على مستوى تركيز الطلبة-حسبما عبروه- كما تعرف الاقسام نقصا في الكراسي و الطاولات وحتى ان توفرت فهي قديمة و لا تعبر عن الوجه الحقيقي للجامعة أو الطالب الى جانب الصبورات التي لم تعد تصلح لكتابة عليها، أما المدرجات فهي الاخرى تعرف اخر ايامها بسبب هلاكها نتيجة اكتظاظ الطلبة به و انعدام الكراسي، ناهيك عن النوافذ المكسرة، حيث اصبح الطالب عرضة للاصابة بالامراض نتيجة تسرب الهواء والامطار المتساقطة، من جهة أخرى أكد الطلبة على أنهم عادة ما لايسمعون دروس المحاضرات بسبب فساد مكبر الصوت، حيث يلجأ العديد من الاساتذة إلى استخدام الميكرفون لإلقاء الدروس بصوت مرتفع حتى يتسنى للطلبة الاستماع للدروس، وأضافوا أنهم في العديد من المرات وجه الطلبة نداءات بشأن هذا المشكل إلا أن نداءاتهم ذهبت سدى. نداءات كثيرة في انتظار التنفيذ وحسبما مستخرج من محضر الاجتماع تلقت الجزائرالجديدة نسخة منه، فقد تم لقاء بين مختلف مكاتب فروع الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين وبين الطلبة من أجل طرح مجموعة من المطالب وأهمها: دورة خاصة لطلبة المدى القصير والمتعلقة بطلبة السنة الأولى المعيدين بسبب الغاء فرع المدى القصير المتضمن محاسبة وضرائب، إعلام آلي وتسير، وكذا تجارة دولية، والتزام الادارة بنشر النظام الداخلي للكلية والقوانين الخاصة بالمجلس التأديبي، إضافة إلى نشر العلامات في وقتها المحدد ناهيك عن إلزام مصلحة المتربصات بأوقات العمل واستقبال الطلبة في الأوقات المحددة، وهو مشكل لطالما عانى منه الطلبة بسبب غلق المكتب في جل الاوقات ما خلق غضبا لدى الطلبة الذين يبقون ينتظرون نهارا كاملا من أجل الحصول على دفتر التربصات، كما طالب ممثلو الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين فرع خروبة بالتنظيم والسير الحسن للمكتبة وفتح المجال لاقتراح عناوين جديدة فيما يخص مذكرات التخرج. خرجنا من الملحقة حاملين أمل الطلبة في أن تستعيد أمجادها، والتي لطالما كانت مفخرة لهم باعتبارها قطبا هاما في المجتمع، وعلى هذا يأمل الطلبة في أن تتحسن صورة الجامعة وينزع الغشاء الاسود قبل أن يفوت الأوان وينحدر مستوى الجامعة والجامعيون إلى أدنى المستويات، كما ينتظر الطلبة رد الاعتبار لهم ولملحقتهم التي أوشكت على الاندثار في ظل المشاكل الكبيرة التي يتخبطون فيها.