اعتصم نهار أمس العشرات من سكان بلدية هراوة بالعاصمة المنكوبين من الزلزال الذي هز ولايتي الجزائر وبومرداس في 2003 ،أمام مقر ولاية الجزائر للمطالبة بالإسراع في ترحيلهم ووضع حد لمعاناتهم المتعددة الأوجه التي يتخبطون فيها منذ أزيد من عشر سنوات ،وقد اجمع المحتجين على أن الوضع الذي يمرون به في السكنات الجاهزة التي يقيمون فيها رفقة عائلاتهم لا يطاق ولا يحتمل أكثر خاصة وان عملية إسكانهم في "الشاليهات" كانت محددة بسنة ونصف ريثما تتم عملية بناء سكنات لائقة. وفي هذا الصدد قال ممثل المحتجين ل "الجزائرالجديدة" أن ثلاثمائة وخمسون عائلة منكوبة بحي عين الكحلة ببلدية هراوة تعيش ظروفا صعبة ومزرية في غياب اهتمام السلطات المحلية لولاية الجزائر بمطالب ومعاناة هذه العائلات ،التي فقدت العديد من الأمراض المزمنة خاصة منها الربو ،وأفاد المتحدث نيابة عن المحتجين مراد خلفاوي ،أن السكنات التي يقيمون بها أصبحت غير قابلة للإقامة وأضحت بسبب هشاشتها ورداءة عملية انجازها عرضة للاحتراق والانهيار وقال أن العديد من السكنات التي أنجزت من قبل وكان يفترض أن يستفيد منها نزلاء هذه الشاليهات استفاد منها غرباء عن البلدية على حساب المنكوبين الذين اتهم مصالح دائرة الرويبة بالتعسف في معالجة انشغالات أبناء بلدية هراوة التابعة لها إداريا المتضررين من ذات الزلزال. وحسب خلفاوي فانه منذ 2003 تم انجاز المئات من السكنات ببلديتهم إلا أنها وزعت على غير مستحقيها من المنكوبين مقابل أموالا طائلة تقاضاها مسؤولوبلدية هراوة ودائرة الرويبة واستنادا لذات المتحدث فان أحد أبناء الاثرياء استفاد لوحده بست سكنات من الحصص المنجزة لفائدة منكوبي زلزال هراوة ،واتهم مصالح ولاية الجزائر بالكذب وعدم الالتزام بوعودها التي تعهدت بها تجاه المنكوبين في العديد من المرات عقب التجمعات والاحتجاجات التي نظمها هؤلاء أمام ولاية الجزائر للمطالبة بالتكفل بهم وإزالة معاناتهم ورفع الغبن عنهم ،وأضاف أن هذا الاعتصام سيكون مخالفا تماما عن سابقيه حيث لن يغادر المحتجون مكان اعتصامهم قبل ملاقاة والي العاصمة وافتكاك حقهم في السكن وفي حال عدم تمكنهم من ذلك سيلجأون إلى نقل اعتصامهم إلى قصر الحكومة لطرح قضيتهم على الوزير الأول ،عبد المالك سلال. هذا وقد تم استقبال وفد عن المحتجين من طرف مصالح ولاية الجزائر ،إلا ان فحوى اللقاء لم تتسرب عنه أي معلومة عن الحديث الذي دار بين المحتجين والمسؤولين بولاية العاصمة لوسائل الإعلام التي حضرت لتغطية الاحتجاج نظرا لطول وقت اجتماع الطرفين. م- بوالوارت